يشهد العالم بأسره اليوم ظهور أجهزة متنوعة ومميزة ذات تقنيات متنقلة، ابتداءً من سماعات الواقع الافتراضي وصولاً إلى سيارات القيادة الذاتية والكمبيوترات المحمولة الهجينة. ويرجع الفضل إلى قدرة تقنيات شبكات الاتصالات المتنقلة اليوم على بناء ثقافةٍ جديدة تسمح للناس بالاتصال عبر الإنترنت في أي وقت وفي أي مكان، بل وعن طريق أي جهاز من أجهزة الاتصال التي بحوزتهم. وبتزايد الاهتمام بصياغة الخطط المستقبلية الطموحة التي تستهدف تنويع الاقتصاد السعودي المتنامي، تسارعت وتيرة التركيز على أهمية التواصل الرقمي كعامل أساسي لتمكين التنافسية الاقتصادية ولتحقيق هذا التحاول يقول رمضان دينغ الرئيس التنفيذي لشركة "هواوي تك" انفستمنت المملكة العربية السعودية المحدودة أن القيام بالمزيد من الابتكارات التي تركز على التقنيات الحديثة، وتأخذ - في الوقت نفسه - بعين الاعتبار احتياجات وتطلعات المستخدم، سيما في أسواق تنافسية هامة مثل المملكة، في عصر وسائل الاعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي. ولم تتمكن النماذج التقليدية لجذب العملاء نحو مجال التجارة والبيع بالتجزئة عبر الانترنت من توفير تجارب خدمة ذات جودة عالية ترتقي لتلبية المطالب والحاجات العامة في المجتمع السعودي. وعلاوة على ذلك، فإن كمية البيانات الضخمة التي تمتلكها الشركات حول الميول الشرائية للعملاء لم يتم دراستها وتحليلها باستفاضة ليتم تحويلها لقيمة تجارية حقيقية يمكن الاستفادة منها. ولآخر التطورات التقنية دور هام في تمكين وتقوية العصر الصناعي الجديد حيث بدأت الشركات ومختلف الأعمال التجارية فعلاً بالانتقال إلى العصر الصناعي الرقمي. ووفقاً لمؤشر التواصل العالمي، وهو دراسة وبحث موسع لسوق الاتصالات تقوم به "هواوي" على مستوى العالم، فإن المملكة تحتل المرتبة 19 عالمياً في الآونة الأخيرة من حيث خلق سوق تنافسية، وتقديم خدمات بأسعار معقولة ونوعية ممتازة وذلك بفضل الاستثمار الكبير الذي قامت به البلاد في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويقول رمضان دينغ لعل اللافت في الأمر أن الاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لايسهم في تطوير القطاع بحد ذاته فحسب، بل أن هذه الاستثمارات تقود عملية تحديث وعصرنة معظم الصناعات التقليدية في المملكة. وبفضل الجهود المكثفة للقيادة السعودية للدفع والنهوض بالتنويع الاقتصاد الوطني، سوف تتمكن الشركات في مختف المجالات مثل الخدمات المالية، والسياحة، والعقارات على وجه الخصوص من استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتعزيز قدراتها المعلوماتية والتحليلية، وبالتالي نوعية خدماتها المقدمة للجمهور، وتعزيز التعاون، وإطلاق منتجات جديدة في السوق بطريقة أفضل وأسرع. ويضيف رمضان تتمتع المملكة بميزات مثيرة كثيرة، ولعل أهمها وجود نسبة كبيرة من الشباب الذي نشأ وترعرع في عالم من الرقمية، حيث لطالما كانت التكنولوجيا والاتصال جزءاً منه وفي متناول يد هذه الشريحة بسهولة ويسر، لذا فإنه من الضروري أن نركز على استقطاب الشباب من ذوي المهارات العالية إلى صناعتنا. ويرى رمضان أن بالرغم من أن هذا الجيل بحاجة إلى مهارات كبيرة تغطي احتياجات العمليات الميدانية وصيانة المعدات، إلا أن القدرة على قراءة وكتابة التعليمات البرمجية للتطبيقات التي يفضلها مجتمع أمرٌ ضروري أيضاً. ومؤخراً فازت المملكة بعشرة مراكز في "المؤشر العالمي لتنافسية المواهب" حيث تلتزم قيادات الحكومة وبعض الجهات مثل الهيئة العامة للاستثمار بخلق اقتصاد أكثر تركيزاً على التكنولوجيا، ويضيف رمضان أنهم عملوا في هواوي مع مؤسسات أكاديمية ومتخصصة مختلفة مثل جامعة الملك سعود ومؤسسات التدريب المهني مثل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لتوفير وتجهيز المختبرات لديهم، وأحيانا لتدريب الطلاب والمعلمين في بعض من الصناعات الخاصة. ويتوقع أن ترتفع عائدات الاستثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة إلى 37 مليار دولار تقريباً هذا العام، حيث سيكون هناك تحول وانتقال واضح نحو المزيد من برامج الابتكار المشترك داخل المملكة، ويقول رمضان نطلق على هذه الظاهرة اسم "الذكاء على نطاق واسع"، حيث إن الخدمات المالية والطاقة، والرعاية الصحية، والتعليم، والنقل ليست سوى مثال صغير عن الصناعات التي زادت فيها الاتصالات الجديدة من فوائد النطاق الواسع. إن انتشار التقنيات الذكية على نطاق واسع يعني ربط الأفراد مع الأنظمة بطريقة تسمح لكل طرف منهما بتقديم وتحقيق أفضل ما لديه، سواءً بصورة منفردة أو جماعية.