شهدت الرياض مؤخراً زيارة عدة قيادات مثل نواز شريف من باكستان، والرئيس رجب طيب أردوغان من تركيا، ووزير الخارجية الأمريكي كيري.. وكان أبرز الحضور هما رئيسة كوريا الجنوبية السيدة بارك كون ونائب المستشارة الألمانية السيد زيغمار غابريل لما في زيارتهما من طموحات تعاون ومشاريع مشتركة.. تأتي البداية بالسيدة بارك كون، وهي للمعلومية ابنة الرئيس الكوري الجنوبي (بارك تشونغ) الذي قاد تطور كوريا الجنوبية بين عام 63 حتى عام 79م، في ظل جار مخيف ومتقدم في ذلك الزمان وهو كوريا الشمالية.. اليوم أصبحت كوريا الجنوبية ورشة حضارية للصناعة المعرفية.. انظر حولك وفي بيتك لترى الصناعة الكورية إلى أين وصلت؛ من أجهزة إلكترونية عالية الجودة وشركات تقارع الصناعة الأمريكية «سامسونغ» و«كيا».. واليوم باتت كوريا أحد أهم مراكز الصناعة والبحث النووي مثل جامعة «دايجون» التكنولوجية وهو ما جعل المملكة تتشجع لتوقيع اتفاقية دراسة للتعاون النووي المشترك، وكذلك تأهيل الموارد البشرية اللازمة لهذه الصناعة المتقدمة.. المهم فيما أطرح هو طموح المملكة للمضي في شراكة معرفية وليست استهلاكية مع دول العالم المتقدم، والمضي عبر هذه الشراكة لتوطين التقنية وحل المشاكل العالقة مثل مشكلة الطاقة والتي تستنزف مورد المملكة العربية السعودية الأساسي البترول.. للأسف ظلت مشاريع توطين الطاقة المتجددة حبراً على ورق حتى فُعّلت للمضي أكثر في هذا المجال الخصب وتفعيل دور الموارد البشرية لشبابنا وبناتنا الطموحين لدخول هذا المجال، وأيضاً تفعيل دور القطاع الخاص للمشاركة في التنمية المحلية.. أيضاً أكرّر نفس التفاؤل عن التقارب السعودي الألماني الذي حدث مؤخراً ونتج عنه جلسة مباحثات مثمرة؛ خصوصاً أن ألمانيا هي ثالث شريك تجاري للمملكة، والحديث عن فرص التعاون مع ألمانيا غير محدود وهي معجزة التنمية في أوروبا بلا جدال.. هذه الاتفاقيات والمباحثات التي لا تخضع لأي معيار سوى الرغبة في التنمية والتكامل مع اقتصاديات العالم لزيادة الاستثمارات الأجنبية المصحوبة بالتقنية والخبرة وفرص العمل لحل وتطوير المشاكل الداخلية مثل الطاقة.. وممكن أن تمتد إلى التعليم والخدمات الطبية وهي ما تحتاجه المملكة، وهي حديث المواطنين.. يوم أمس هو الحادي عشر من مارس، أي اليوم الخمسين من حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - والذي يسابق الأيام في مشاريعه وطموحاته التي تصب في صالح التنمية، حيث خلال هذه الأيام الخمسين بعد إعادة الهيكلة الإدارية للدولة يفعّل مشاريع الطاقة المتجددة ويفتح الأبواب والاتفاقيات مع العالم الصناعي.. وأتوقع أن نرى وفوداً اقتصادية أخرى من الصين وتايوان لنفس الهدف، فما يريد أن يوصله للعالم بأن المملكة ليست محطة وقود فقط؛ بل مملكة عامرة برجال الأعمال الواعين والشباب الطموح.. لمراسلة الكاتب: [email protected]