وجّه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في كلمته العميقة والجزلة الامتداد إلى كل ما هو أهميات لحياة المواطن الراهنة، وكذا توجّهات مستقبله.. حيث واضح أن المواطن هو همه الأول.. كانت الكلمة لجميع المواطنين بكل أطيافهم من مسؤولين وجنود وموظفين وطلاب ليقول لهم بأن هذه البلاد التي تأسست على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأبناء هذه البلاد على ثوابت سوف تستمر عليها وهي التمسك بالشرع الحنيف، وأنها - والحمد لله - تسير عبر السنوات في الطريق الصحيح نحو التنمية والتطور. لذلك كانت الكلمة تؤكد أهمية الاهتمام بالفرد من حيث تعلّمه وأمنه وتوفير مناخ صالح للنمو والتطور ومواجهة التحديات سواء الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية أو النظامية التي تحول دون ذلك.. المواطن هو الوحدة الأساسية التي تقوم عليها الدول ويتشكل إنتاجها وتنمو ثرواتها.. كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين تصب في هذا المعنى والمفهوم.. المملكة العربية السعودية دولة شبه قارية مترامية الأطراف، وفي كل جزء من أجزائها أبناؤها المواطنون؛ لذلك حرص - حفظه الله - بأن يبني نظاماً حضارياً لتكامل التنمية والازدهار بين جميع المناطق، وهذا يتضح بجلاء عند توجيهه للمجلس السياسي والأمني، وكذلك الاقتصادي والتنموي، والتواصل المباشر مع جميع أمراء المناطق عبر ولي ولي عهده سمو الأمير محمد بن نايف وتواصل أمراء المناطق مع المواطنين.. وهنا يأتي دور الإعلام الذي يجب أن يقوم بدوره الأصيل وهو إعطاء الفرصة للتعبير عن الرأي وإيصال الحقائق بموضوعية وعدم نشر ما يثير الفرقة ليكون للإعلام دور وطني في تقوية التماسك الوطني والوعي التنموي.. إن التنمية والتي هي سؤال المواطن الأول الذي يسعى له خادم الحرمين - حفظه الله - نحو تطوير الأنظمة الذي قام به وإعادة تنظيم المجالس الإدارية لتلافي الازدواجية والبيروقراطية المهدرة للوقت في زمن أصبحت سرعة الإنجاز في سباق مع الوقت، وهنا يكون وعي الحاكم.. لاشك بأن أسعار البترول الحالية تشكل تحدياً، ولكن إدارة هذه البلاد لم تهدر الثروات التي تحققت في السنوات الماضية من رفع مستوى البنية التحتية حتى أصبحت المملكة ورشة عمل حقيقية وطرقاً ومستشفيات وجامعات ومدارس وبعثات لأبنائها الذين هم ثروتها وطريق تحررها مستقبلاً من الاعتماد على البترول وتعدد مصادر الدخل مستقبلاً.. والحمد لله كانت المملكة قد بنت احتياطيات كبيرة بلغت حتى نهاية العام الماضي ما يقارب الناتج المحلي.. إن المملكة تأخذ للتنمية طريقاً لا يقبل الميل أو التغيير وسط علاقات دولية قوية مبنية على السلام والتعاون البناء والإيجابي وكذا احترام المعاهدات الدولية.. لمراسلة الكاتب: [email protected]