سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القاهرة: افطار وحدة وطنية وسط الأزمة واتهام اياد خارجية باذكاء الفتن في ازمة المسرحية صمت الأزهر والكنيسة يؤجج غضب المتظاهرين.. والاخوان يرفضون علاقتهم بالتظاهرات
فرضت أجهزة الأمن المصرية حظر التجوال في المنطقة المحيطة بكنيسة مار جرجس بالإسكندرية عقب الأحداث التي شهدتها عقب صلاة الجمعة وأدت الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة فيها إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 80 آخرين اثر محاولة المتظاهرين اقتحام ساحة الكنيسة احتجاجا على استضافتها عرضا مسرحيا تحت عنوان «كنت أعمى والآن أبصر» يسيء إلى الإسلام. كان نحو خمسة آلاف متظاهر تجمعوا أمام الكنيسة التي تقع في حي محرم بك عقب أدائهم صلاة الجمعة ورددوا هتافات تندد بالعرض وتطالب بمحاكمة المسؤولين عنه وحاولوا الدخول إلى مبنى الكنيسة، لكن قوات الأمن المركزي تصدت لهم بالعصي والهراوات وأصابت عددا منهم، كما أصاب المتظاهرون عددا من الجنود لكن هذا لم يوقف زحفهم على الكنيسة، فأطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع فأصيب عدد كبير من المتظاهرين باختناقات. كانت الأوضاع تفجرت في منطقة محرم بك بالإسكندرية بصورة خطيرة وغير متوقعة عقب صلاة الجمعة، وأرجعت بعض المصادر تجدد أعمال العنف على هذا النطاق الواسع بعد صمت الكنيسة وعدم إصدارها بيان يدين المسرحية التي تدور أحداثها حول شاب مسيحي اعتنق الإسلام وانضم إلى إحدى الجماعات المتطرفة بعد أن سمع من أصدقائه بالجماعة عن المال والنساء الذي تقدمه الجماعة لأعضائها، ثم وجد نفسه يعامل كمسلم من الدرجة الثانية فقرر العودة للمسيحية بعدما يكتشف «زيف الدين الإسلامي الذي يكره الجميع». كانت المسرحية عرضت ليوم واحد منذ عامين، لكن ترويجها منذ حوالي الشهر على اسطوانات «سي دي» أجج غضب المسلمين، لاسيما وأن الكنيسة بررت المسرحية بأنها عمل يهدف إلى محاربة الإرهاب. وقد طالب المتظاهرون الذين تجمعوا بعد انتهاء صلاة الجمعة إمام مسجد أولاد الشيخ باعتذار البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية عما فعلتة كنيسة مار جرجس من عرض المسرحية التي أساءت الى الإسلام والمسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإقالة المسؤولين بكنيسة مار جرجس الذين سمحوا بعرض المسرحية وطبعها على اسطوانات وتوزيعها. وقد أدت هذه الصدامات إلى إصابة 3 ضباط من الأمن المركزي والعشرات من أفراد الأمن خاصة فرق الكاراتية بالملابس المدنية التي كانت تحاول اعتقال المتظاهرين. وقال النائب محمد البدرشيني عضو مجلس الشعب بالدائرة ان الأمور كان من الممكن أن تنتهي في وقتها لو أن الكنيسة أصدرت بيانا اعتذرت فيه عن عرض المسرحية التي سببت هذه الأحداث وأن اهالي المنطقة مصممون على اعتذار البابا شنودة الثالث شخصيا ومحاسبة وإقالة المسؤولين عن الكنيسة وأعرب عن خشيته من تدهور الأوضاع وسط صمت البابا شنودة وعدم تعاونه مع الجهود المبذولة من محافظ الإسكندرية وأجهزة الأمن بالإضافة للأجهزة الشعبية في احتواء الأزمة. كان المتظاهرون رددوا هتافات ضد الحزب الوطني ومرشحي الحزب الوطني وتوعدوهم في الانتخابات القادمة، كما رددوا هتافات معادية للرئيس مبارك واتهموه بالانحياز للأقباط على حساب المسلمين كما اتهموا الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بالسكوت على ما يتعرض له الإسلام ونبي الإسلام من مهانة. وتزامنت هذه التظاهرات مع تظاهرة أخرى للمصلين في ساحة الأزهر الشريف للمطالبة باتخاذ موقف تجاه من أصدروا هذه المسرحية. ونفت مصادر أمنية ما تردد عن ان الشخص الذي حاول طعن الراهبة سارة رشدي سيدهم أثناء زيارتها لكنيسة مار جرجس قادمة من دير القديسة دميانة ببلقاس ينتمي الى الجماعات الإسلامية، ومن المنتظر عرض المتهم على الطب الشرعي لبيان مدى سلامة قواه العقلية. وعلى الرغم من تصاعد الأحداث بشكل خطير في الإسكندرية ومطالبة اهالي محرم بك بضرورة اعتذار البابا عما جرى من إهانات للمقدسات الإسلامية تجاهلت الكرازة المرقسية بالإسكندرية هذه التوترات وأرسلت مئات الدعوات إلى الشخصيات العامة بالإسكندرية من المسلمين والمسيحين لحضور حفل الافطار السنوي الذي يقيمة البابا شنودة ويطلق عليه افطار الوحدة الوطنية أمس «السبت» والذي كان موعده مقررا قبل اندلاع هذه الأحداث ويحضره محافظ الاسكندرية والبابا شنودة. وقالت مصادر مطلعة ان اجهزة الامن تحفظت على العديد من اسطوانات المسرحية والعديد من المنشورات القبطية التي وزعت تدعو الى الفتنة ورفعت تقريرا امنيا إلى الرئيس مبارك يؤكد ان إحداث كنيسة مار جرجس تحركها اياد خارجية خفية كما ان توقيت تفجيرها جاء متزامنا مع عقد المؤتمر الدولي الثاني لاقباط المهجر بواشنطن الذي يعقد تحت عنوان «غياب الديمقراطية وحرية الاديان بالشرق الأوسط» ويرأسه عدلي ابادير ويشارك فيه من مصر عديد من الاقباط، كما يشارك فيه الدكتور سعد الدين ابراهيم مدير مركز بن خلدون. وأشارت المصادر الى أن عددا من المقبوض عليهم في احداث الجمعة ليسوا من سكان الإسكندرية وانما من محافظات أخرى وبعضهم من الاقباط ما يؤكد ان صحة هذا الاستنتاج وأن هناك من يسعى الى اثارة المسلمين لتصوير الامر على أنه فتنة طائفية. ونفت جماعة الإخوان المسلمين التي تتمتع بشعبية واسعة في الإسكندرية أية علاقة لها بتظاهرات الإسكندرية بعد أن اتهمت مصادر قبطية بعض الجماعات باستغلال القضية في معركة انتخابات مجلس الشعب التي تجرى الشهر المقبل. كان أكثر من ألف مسلم تظاهروا الأسبوع قبل الماضي أمام الكنيسة بعدما تلقى بعضهم اسطوانات المسرحية.