أكد وزير الداخلية الباكستاني شودري نثار علي خان بأنه لا يمكن إلقاء مسؤولية نشر الإرهاب في باكستان على المدارس الدينية، موضحاً بأن المدارس الدينية ليست وحدها المسؤولة عن انتشار الإرهاب وأن 90 % منها توفر التعليم المجاني للفقراء والأيتام وأصحاب الاحتياجات الخاصة، كما أكد بأنه لا وجود لتنظيم "داعش" في باكستان. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها في إحدى المؤتمرات الحقوقية في لندن، حيث أوضح بأن القوات المسلحة الباكستانية قد حققت نجاحات متواصلة في العمليات العسكرية التي تجريها في منطقة القبائل منذ 15 يونيو 2014 وقد نجحت إلى حد كبير في القضاء على المليشيات الطالبانية التي تمثل الوجه الأساسي للإرهاب في باكستان، وأكد بأن العمليات العسكرية التي يجريها الجيش تحظى بتأييد متكامل من قبل كافة الأحزاب السياسية في باكستان مثلما أنها تحظى بتأييد شعبي على كافة المستويات الاجتماعية. وطالب شودري نثار من المجتمعات الغربية بعدم ربط الإرهاب بالإسلام، موضحاً بأن الإرهاب ليس مذهباً أو ديانة. وجاءت تصريحات وزير الداخلية هذهبعد قيام السلطات بإغلاق نحو 54 مدرسة دينية غير مسجلة في إقليم السند الباكستاني، وذلك من باب تقنين أداء المدارس الدينية. من جهة ثانية كشفت الإحصائيات الرسمية في باكستان، بأن سلطات الأمن قامت باعتقال ما مجموعهم تسعة عشر ألف شخص مشتبه بصلته بالإرهاب خلال العمليات الأمنية التي أجرتها في مختلف المدن والقرى ضمن الخطة الأمنية الجارية في باكستان منذ نحو نصف عام. وكشفت الإحصائيات بأنه قد تم إجراء نحو 3000 عملية تمشيط أمنية في إقليم السند، و3737 عملية في إقليم خيبربختونخواه، و11634 عملية في إقليم البنجاب الذي يضم نحو 65% من إجمالي سكان باكستان، وفي إقليم بلوشستان تم إجراء 57 عملية أمنية، وفي منطقة القبائل الباكستانية نحو 68 عملية عسكرية قام خلالها الأمن الباكستاني باعتقال ما مجموعهم 19000 مشتبه وإرهابي. فيما كشف التقرير الأمني الذي تم رفعه إلى مكتب رئيس الوزراء، بأنه قد تم اعتقال ما مجموعهم 2497 رجل دين على خلفية استخدامهم لمكبرات صوت المساجد بهدف إثارة الفتن الطائفية في مختلف المناطق الباكستانية، بينما تم تسجيل قضايا ضد 580 شخص بتهم إثارة الفتن الطائفية. وخلال هذه الفترة تم إجلاء نحو 5066 مواطناً أفغانياً كانوا مقيمين في باكستان بطريقة غير مشروعة. هذا ويأتي ذلك ضمن البرنامج الوطني الذي تعمل عليه الحكومة الباكستانية حالياً لتطهير الأراضي الباكستانية من ظاهرة الإرهاب بحثاً عن مستقبل أفضل لهذه البقعة من العالم.