بالأمس قدم صندوق الموارد البشرية دعما لعدد كبير من الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة ممن استجابوا مشكورين الى تعيين الشاب والشابة السعودية في شركاتهم المتعددة بمختلف التخصصات والمهن الشريفة في بيئة عملية مريحة.. وقدم هدف دعما ماليا لهم بما يتوازى نسبته 50% من اجور العاملين السعوديين في بيئة وظيفية ممتازة، تلك الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة استجابت للنداء وشجعت الشباب وهيأت لهم الفرص الوظيفية والتدريبية والمرتبات المميزة. مما جعل هدف ان يقدم دعما ضخما لكل الشركات التي استحقت دعم اجور التوطين. المؤسف ان الشركات الكبرى حظيت بنسبة 2% من اجمالي الشركات المدعومة بأجور التوطين؟ وهذا امر لا يسر الخاطر، لان تلك الشركات يتأمل منها ان تكون الرائدة في التوطين بحكم ضخامة الفرص الوظيفية لديها وتعدد مهنيتها، فلا نلوم وزارة العمل حينما تغلظ في القرارات الصارمة تجاه بعض الشركات التي تتجاهل الموظف السعودي رغم اننا كنا نعاتب الشاب السعودي الذي يطالب بمرتبات عالية او على اقل تقدير متزنة، اذا ما قارنا ذلك بأجور الاجانب الذين يمنحون عشرات الالوف وسيارات فارهة وتأمينا طبيا كبيرا ومدارس خاصة لأبنائهم لا يستطيع المواطن ادخال ابنائه فيها.. عجبا؟ اليوم هدف يصنع (دفعا رباعيا) بلغة الموتر جيب للشركات المتفهمة لضرورة توظيف المواطن السعودي كي يحقق الهدف الوطني الذي ينادي به وزير العمل وصندوق الموارد ومن هم في حكمهما بسعودة القطاعات الخاصة؟ والحث على تدريب وتوظيف السعوديين.. مع الدعم الكبير الذي يقدمه هدف للشركات المتميزة في التوطين بتشجيع ودعم من ولاة الامر في هذا الوطن لتوظيف الشباب والشابات. ليت تلك الشركات ان يأخذوا عبرة من (الفلبين ومصر) مثلا الذين لا يسمحون بإنشاء أي شركة او مؤسسة الا بأن يكون جل موظفيها من مواطني البلد؟ هنا على العكس صاحب المنشأة يقاتل حتى يحصل على كمية ضخمة من التأشيرات لجلب عمالة في كل التخصصات المهنية والحرفية والمحاسبة وغيرها.. ومع هذا الا ان هدف في برنامجه الضخم لدعم اجور التوطين يقدم رسالة وفاء وطنية ليقول (هيا) وظفوا ابناء الوطن وبناته ونحن نساعدكم على مرتبه؟ هل هذا موجود في دول العالم؟ انها معضلة تواجه الوطن في اقناع الشركات والمؤسسات لجلب الشاب والشابة السعودية على حد سواء، الذين يجب ان يتفهم هؤلاء ويعوا ان هناك شيئا اسمه (صندوق الموارد البشرية.. هدف) يدعم الشركات من اجلكم ولا بد ان يعلم اولئك الشباب ان جزءا من مرتبهم بما يصل النصف مدفوع لهم من هدف. فهدف يقدم نموذجا وطنيا فريدا من نوعه حينما يقول لكل الشركات وطّنوا وأساعدكم؟ الواجب على شباب المستقبل ان يستوعبوا بأن الجبال لا يمكن ان تكون (مخدة نوم) ولا مرتبة يسترخون عليها، لا بد من الكد والشقاء، والعبر موجودة بين ايديهم فأين ذهبت سير الاباء والأجداد وما آلت حياتهم اليه! حتى اوصلوهم الى هذا الزمن المليء بالتناقضات في طلب المعيشة؟ هدف دعم الشركات المستجيبة بملايين الريالات فهل تستوعب الشركات رسالة هدف (وماذا بعد اجور التوطين؟) وهل تلحق الشركات الاخرى النائمة والمتجاهلة والمسّوفة! بالركب لتستفيد من مشروع هدف لأجور التوطين ام سيأتي اليوم الذي سنشاهد اغلاق الشركات وإقفالها رغم كل المساعدات التي تأتيها من هدف وهي لم تستجيب؟ شكرا هدف على هذا الدعم لأجيال الامة وشكرا للشباب والشابات الذين قدموا اروع الامثلة في الصبر والتضحية من اجل تأمين مستقبلهم.. دمت وطني آمنا..