بعد وصول روايتها "ألماس ونساء" إلى القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" العربية لعام 2015، قالت الروائية السورية لينا هويان الحسن ل "ثقافة اليوم": أسعدني وصولها للقائمة القصيرة، فدمشق كما الماس لها بريق جاء من باطن الأرض، من العتمة من مكان لا شمس فيه؛ لهذا تعلم كيف يكون هو الشمس. مضيفةً أنه لا يمكن لألف كتاب أن يوازي ذخيرة بندقية كلاشينكوف واحدة، فأنا لست من الأدباء الذين يدعون لأنفسهم وهمَ التأثير على أحد، فالدماء هي سيدة الموقف في سورية، حيث ثارات لا تنتهي واحقاد تزداد مع كل يوم. كل روائي سوري سينوء بحمل الإرث الكبير الذي يحمله هذا الجيل، إرث مرتبط بانتماءات طائفية ومذهبية وايدولوجية متصارعة؛ بسبب ضراوة القتل في سورية، حيث كتبتُ عن ذلك النسغ الغامض الذي تمتلكه دمشق، والذي يُبقيها حيّة رغم كل شيء، فدمشق أحد أقدم مدن العالم مع تاريخ غير منقطع منذ أحد عشر ألف عام تقريبًا، وأقدم مدينة وعاصمة في العالم. لقد استعادت الروائية السورية لينا هويان الحسن وفي روايتها "ألماس ونساء" الصادرة عن دار الآداب، عوالم المجتمع الشامي البرجوازي في المهجر السوري، سواء في أوروبا أو أمريكا اللاتينية، من خلال تناولها لسير عدد من النساء الدمشقيات اللاتي انطلقن في رحلة قدرية صوب الأرجنتين أو باريس، كما تعتبر الروائية لينا هويان الحسن الوحيدة التي تناولت عوالم البادية السورية وعموم الرقعة الجغرافية الممتدة إلى بوادي الأردن والعراق ونجد وكرست لها أعمالاً مثل: بنات نعش، سلطانات الرمل، رجال وقبائل. وعن سر ارتباط رواياتها بالتاريخ وبالمجتمع البدوي، قالت الحسن: يبدو أني أمتلك شغفا كبيرا بالتاريخ، وتحديدا مطلع القرن العشرين فمعظم رواياتي تحدث في هذه الفترة، في أعمالي الروائية عن المجتمع البدوي كتبت عن الثقافة الحياتية البائدة، كتبت وأنا أعلم أني أعاصر انقراض هذا النمط من الحياة، وبنفس الوقت أعيش عصر الانسحاق المادي والأسمنتي للإنسان. وعن مضمون روايتها "ألماس ونساء" التي رشحت للقائمة القصيرة أشارت الحسن: كتبت عن المجتمع الدمشقي الحقيقي كما قرأته في الوثائق بعيداً عن الصورة النمطية التي كرستها الدراما السورية عن المجتمع الدمشقي، فهي تعتبر نفسها مفتونة بتلك الطقوس المهملة التي كانت تمارسها جماعات بشرية منسية وتؤكد تمسكها بشدة بالذاكرة المهجورة حيث ترى أن الأدباء هجروا هذه العوالم بذريعة الحداثة.