ترفع الروائية لينا هويان الحسن في روايتها الثالثة «سلطانات الرمل»، النقاب عن محظور القبيلة الذي لم يسبق لأحد أن تناوله، وأدركت بحكم أصولها البدوية أهميته. وتسبر لينا هويان الحسن التي تعتز بلقبها المركب، أغوار العشائر الممتدة في بادية الشام، حيث نقرأ فيهم عوالم مخالفة تماما للصورة النمطية المعتادة لشخصية البدو المكرسة دراميا. وتقول «من كتب هذه المسلسلات كتب عن البدو بدون أن يغادر زقاق حارته»، معتبرة «عالم البدو مغبونا أدبيا ومعرفيا». وتتميز رواية «سلطانات الرمل» الصادرة في دمشق عن دار ممدوح عدوان عن سابقتيها حول البدو: «معشوقة الشمس» و «بنات نعش»، بورود الأسماء الصريحة للعشائر والأشخاص لأول مرة أدبيا. وهي تتحدث عن قطنة بنت الكنج شيخ عرب السردية التي تسببت بنشوب حرب بين عشيرة الرولا من العنزة وبني صخر. كما نتعرف على ديرة «الشمبل» وهي «البراري التي تمتد شرق حمص وحماة وجنوب حلب وغرب طريق تدمر والرقة» شمال سوريا. واعتمدت هويان الحسن في كتابة روايتها على المراجع والوثائق التاريخية واستعانت بذاكرتها البدوية والحضرية لتقتنص الموروث الشفهي والحكائي الصحراوي وتوظفه وفق منطق التوثيق والتاريخ في شقها الحضري. وتكشف الرواية عن أسرار المجتمع البدوي وتحولاته في القرن العشرين، مرورا بإلغاء الرئيس جمال عبد الناصر لقانون حكم العشائر في 1958. وتتناول حكاية رمضان الشلاش الذي قاد ثورة للتصدي لحملة عسكرية فرنسية في عشرينيات القرن الماضي وقال عنه تشرشل: «إن لبريطانيا العظمى عدوين في الشرق لينين ورمضان الشلاش في جنوب سوريا».