مؤلم هو الفقد، ففقد الرحيل المُنتظر عودة بعده مؤلم، وفقد الرحيل الذي بلا عودة أشد ألماً. قبل أيام ذاق الوطن أجمعه بمن فيه مرارة فقد القائد الكبير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله -، الحاكم الذي امتلك قلوب المواطنين بطيبة قلبه وعفويته وتلقائيته. أمام هذا الفقد والرحيل ليس لنا، سوى رفع الأكف بالدعاء له، وإن كان مليكنا قد رحل فاسمه لم يغادر قلوب شعبه ومحبيه، وستظل أعماله شاهدةً ومخلدةً لاسمه. رحم الله أبا متعب نظير ما قدم. خسارة الفقد كبيرة، لكن عوضاً في سلمان الوفاء - حفظه الله - فهو الجديد القديم الملم بإدارة شؤون البلاد، وقد عهِد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان على نفسه أن يكمل مسيرة هذه الدولة المباركة منذ أن بُويع ملكاً، منطلقاً من منهج إداري حكيم أدار خلاله عاصمة العرب ومحافظاتها الممتدة غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً. تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - دفة القيادة، تعني أننا أمام رجل متمرس في فنون القيادة، سيشهد الوطن في عهده مزيداً من نهضة تنموية شاملة في شتى المجالات والميادين ستنعكس إيجاباً على المواطن بإذن الله، لاسيما وأن القرارات والتعيينات الأخيرة مُزجت فيها الدماء الشابة برجال الخبرة من الوزراء الجدد تعمل تحت إدارة رجل خبير ذي الدراية يملك عصارة خبرة ممتدة لأكثر من 50 عاماً قضاها أميراً على رياض العز والعطاء، واصطبغ عمله بالمجال السياسي في العقد الأخير بالذات. ما دام الحديث عن أهل الحل والعقد، فمشاعر الوطن هنا مختلطة ما بين ألم وحزن لفقد - الذي لابد معه من الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره - وأمل وفرح لبداية عهد، فالحمد لله وله الشكر على كل حال، فقد أضحت بلادنا محط أنظار العالم بتوافق شعبها والتفافه حول قيادته مبايعاً على السمع والطاعة للملك سلمان ولسمو ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولسمو ولي ولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الذين سيجدون منا كل الدعاء بالتوفيق والسداد، وبأن تحيطهم عناية الله في كل زمان ومكان؛ لتبقى المملكة واحة أمن وأمان في ظل هذه القيادة الرشيدة.