اثار الهجومان اللذان وقعا في نهاية الاسبوع في كوبنهاغن واستهدفا كما في باريس الجالية اليهودية وموقعا يرمز الى حرية التعبير، صدمة جديدة في اوروبا التي تواجه تحديات الارهاب. وفي وقت تواصل الشرطة الدنماركية التحقيق حول منفذ الهجومين الذي قتلته قوات الامن الاحد وعرفت عنه وسائل الاعلام باسم عمر الحسين، أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لاذاعة "ار تي ال" بأنه يتوجب على أوروبا أن تتحد لمواجهة خطر التطرف. وبعد اكثر من شهر على اعتداءات باريس التي اوقعت 17 قتيلا، كان لاعتداءي كوبنهاغن اللذين اسفرا عن قتيلين وقعا خاصا في فرنسا. وما زاد من وقع الحدث تعرض مئات المقابر للتدنيس في مدفن يهودي في سار-اونيون بشرق فرنسا ما اثار تنديدا شديد اللهجة من الرئيس فرنسوا هولاند ومن رئيس وزرائه الذي ندد ب"عمل شنيع". وفي كوبنهاغن، وجهت السلطات القضائية الى شخصين تهمة التواطؤ مع مرتكب الاعتداءات. وقال المتحدث باسمها ستين هنسن "وجهت التهمة الى الرجلين بالتواطؤ". وقال المحامي مايكل جول اريكسن لفرناس برس "لم توجه اليهما تهمة الارهاب انما التواطؤ للاشتباه بأنهما قدما مساعدة للمنفذ لاخفاء سلاح وتزويده بمخبأ". وقال المحامي ان الشابين وهما في العشرينيات نفيا التهمة الموجهة اليهما. ولم يتم الكشف عن هويتهما بسبب الحماية التي يؤمنها الطابع السري للتحقيقات. لكن صحيفة "اكسترا بلات" ذكرت انهما من اصول اجنبية. وقتل الشاب البالغ من العمر 22 عاما والذي يشبه بانه منفذ الاعتداءين قرابة الساعة 4,00 تغ الاحد برصاص الشرطيين بعدما فتح النار عليهم في حي نوريبرو الشعبي. وأعلنت الشرطة في بيان "تم التعرف على هوية المنفذ المفترض للهجومين، انه شاب في الثانية والعشرين من العمر من مواليد الدنمارك ومعروف لدى الشرطة لتورطه بجنح تتضمن حمل سلاح واعمال عنف". وأضافت "كما انه معروف لارتباطه بعصابات جانحين". وذكرت صحيفة اكسترا بلاديت الدنماركية ان الرجل كان خرج من السجن قبل اسبوعين بعد قضاء عقوبة بعدها هاجم بالسكين شابا في التاسعة عشرة من عمره في محطة كوبنهاغن للقطارات بدون سبب واضح. كما كان معروفا لدى اجهزة الاستخبارات التي افادت انها تحقق في "فرضية مفادها ان الشخص المعني قد يكون استلهم الاحداث التي جرت في (مقر صحيفة) شارلي ايبدو في باريس". وأكد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الذي زار كوبنهاغن الاحد "التصميم على مكافحة الارهاب معا"، مشيرا الى "ان الاحقاد ذاتها تنتشر في عواصم الاتحاد الاوروبي". وندد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ب"اعتداء مروع" ضد "حرية التعبير وحرية المعتقد" فيما دانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "الازدراء للكرامة البشرية" الذي يكشف عنه الهجومان. وشددت رئيسة الحكومة الدنماركية هيلي ثورنينغ شميت التي زارت الكنيس الاحد على انه "يجب الا يسمح لاحد بمهاجمة المجتمع الدنماركي المنفتح والحر والديموقراطي بدون عقاب". صورة وزعتها السلطات الدنماركية للمشتبه الرئيسي في تنفيذ الهجوم (رويترز)