ردت السلطات الدنماركية بحزم امس، على اعتداءين «ارهابيين» لا سابق لهما على اراضيها، استهدفا مركزاً ثقافياً وكنيساً يهودياً في كوبنهاغن، اذ نجحت الشرطة بعد ساعات من وقوع الاعتداءين في محاصرة منفذهما وقتله بعد تبادل لإطلاق النار معه، كما دهمت مقهى للإنترنت واعتقلت شخصين على ذمة التحقيق، لكونهما «شريكين» محتملين في الجريمة (للمزيد). ولم تعلن السلطات هوية منفذ الاعتداءين، واكتفت بتعميم مواصفاته مشيرة الى انه «عربي الملامح» مولود في الدنمارك وهو في ال 22 من عمره وذكرت وسائل الاعلام ان اسمه عمر الحسين، وتمكن سائق أجرة من ارشاد الشرطة الى مكانه في حي شعبي، بعد نشر صورة له التقطتها كاميرا مراقبة في موقف للسيارات. وفي وقت اعتبرت السلطات الاعتداءين «استنساخاً» لهجمات أخيرة في باريس، قال ينس مادسن المسؤول في الاستخبارات الدنماركية إن المنفذ «ربما استلهم الدعاية التي يبثها داعش او منظمات ارهابية أخرى» وأنه «كان معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات، «لكننا لا نملك معلومات محددة عن سفره الى سورية او العراق». وأغلقت السلطات أماكن في كوبنهاغن حيث جابت سيارات مُدرعة الشوارع، كما حلّقت مروحيات في سماء المدينة، فور وقوع الاعتداءين اللذين اسفرا عن قتل رجل في ال 55 من العمر خلال ندوة عن الإسلام وحرية التعبير في المركز الثقافي في كوبنهاغن مساء السبت، وشاب من الطائفة اليهودية برصاصة في الرأس في هجوم منفصل فجر الأحد قرب الكنيس الرئيسي في كوبنهاغن. واعتبرت رئيسة الحكومة الدنماركية هيلي ثورنينغ شميت أن اطلاق النار على المركز الثقافي «دوافعه سياسية، وهو بالتالي عمل ارهابي». وقارن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاعتداءين في الدنمارك بهجومين دمويين استهدفا مجلة «شارلي ايبدو» ومتجراً يهودياً في باريس في كانون الثاني (يناير) الماضي، خصوصاً ان من بين الحضور في الندوة في كوبنهاغن السبت، رسام الكاريكاتور السويدي لارس فيلكس الذي تلقى تهديدات بالقتل لنشره رسوماً مسيئة للإسلام. وقال هولاند لدى زيارته السفارة الدنماركية في باريس امس، ان «الإرهابيين اختاروا الأهداف ذاتها (في البلدين). نرى تماماً ان هناك رابطاً قد لا يفترض بالضرورة وجود شبكة واحدة، ولكن تصميماً واحداً من قبل الإرهابيين لضرب ما نحن عليه، وما نمثله من قيم الحرية والقانون، والحماية التي يجب ان يحظى بها كل مواطن مهما كان دينه». وفي واشنطن، قالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان في بيان، ان «الولاياتالمتحدة تدين الاعتداء الذي يرثى له»، وأكدت استعداد واشنطن لمساعدة كوبنهاغن في التحقيق اذا ما طلبت منها ذلك. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاعتداءات ب «المخيفة»، معتبراً انها تستهدف «حرية التعبير والحرية الدينية». وأعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل وقوف بلادها «بحزم» الى جانب الدنمارك ووعدت نظيرتها الدنماركية ب «تواصل وثيق لمكافحة الإرهاب». ودانت المملكة العربية السعودية اعتداءي كوبنهاغن، كما دانت قتل ثلاثة شبان مسلمين في الولاياتالمتحدة الثلثاء الماضي. ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول قوله ان المملكة تابعت «بأسى شديد الأحداث الإرهابية والإجرامية البشعة التي وقعت أخيراً في كل من كوبنهاغن، وولاية شمال كارولاينا الأميركية، وما أسفر عنهما من مقتل وإصابة الأبرياء». ودعت المملكة الى «ضرورة احترام الأديان والمعتقدات الإنسانية وعدم المساس بالرموز الدينية وعدم التحريض ضد المسلمين»، مشددة «على رفضها الأعمال الإرهابية والإجرامية البشعة كافة، وبكل أشكالها وصورها وأياً كان مصدرها أو المعتقد الذي يقف خلفها». ويأتي ذلك بعد قتل مسلح اميركي الثلثاء الشقيقتين يسر ورزان ابو صالحة (19 و21 سنة) وزوج يسر، ضياء شادي بركات (23 سنة) في منطقة تشابل هيل في كارولاينا الشمالية.