السواك: ماذا أرى دخاناً! يا إلهي، كأنه حريق.السيجارة: ماذا ترين، انك ترين الدخان، انها السيجارة المنعشة. السواك: اي انعاش ذلك، بل انا الذي انعش، انا الذي اعمر، وانت تدمرين، انا الذي انظف وانت التي تدنسين.. السيجارة: من قال اني ادمر، بل انا الذي اصفي الرأس. السواك: ايتها السيجارة: احشفاً وسوء كيل، الا ترين باطني كظاهري اما انت فالظاهر ابيض والباطن السواد (بل هو الدمار). السيجارة: بل انا، الا تريني انني اصنع من ظاهر الاشجار، اما انت فمن باطن الأرض. السواك: نعم من باطن الأرض محفوظة، اما انت يحفك الغبار من كل مكان، ان جاءت رياح كدرتك بالادران، وان جاءت ريح كسرت الاغصان. السيجارة: الا ترينني بخضرتي الدائمة، الا ترين جمالي وكبر اوراقي. السواك: كما قلت لك، هذا الظاهر من بعيد، ولكن من قريب يأنف منه له مسكة عقل. السيجارة: ولكن لي ميزة أخرى، ان مستخدمي اذا تعبوا اخرجوني واشعلوني، وبدأت تنشرح صدورهم. السواك: (يسعل سعالاً شديداً) بل يضيق، بل يضيق، يكفيني فخراً ان الرسول صلى الله عليه وسلم ذكرني في حديثه ورغب بي. السيجارة: بل انا الذي اوجد في كل مكان ومتجر. السواك: شتان بين الثرى والثريا، ايتها الحقيرة، الست من الخبائث؟!! السيجارة: ومن قال ذلك؟؟ السواك: قاله الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}. السيجارة: وما الدليل أنني من الخبائث؟! السواك: قاله الدين والعقل، فمن له أدنى تفكير يدرك انك من الخبائث، ألست القاتل البطئ؟؟! ألست ذات السموم؟؟! فيك ما يقارب 4000 مادة سامة. السيجارة: نعم هذا صحيح، ولكن ألم تسمعي الى قول الشاعر: فمن كان يشكو ضيق صدر فعليه بسيجارة او لي شيشة السواك: كذب والله، ولكن اسمعي الى تجارب المجربين، وتأملي اسنان المتسوكين، انها بيضاء فلا تسوس ولا روائح كريهة اليس كذلك؟!! السيجارة: نعم، ولكن ارأيت حال المدخنين، أليس.. السواك: نعم، نعم، لا تكملي فحالهم يغني، اسنان سوداء، وصدور مكتومة بهذه السموم. السيجارة: ولكن.. لكن السيجارة لم تكمل حتى احترقت وانتهت، وبقي السواك شامخاً في طوله ورائحته وجمال مظهره ومخبره، نعم هذا هو السواك وهذه هي السيجارة، فاختر ايهما انفع واصلح. سليمان بن عقيل الراجحي