أستعيد قصائدي القديمة لعلي أجده بين القوافي المهملة.. بلا جدوى. في أول الليل.. ينتابني هاجسٌ يتصاعد شيئاً فشيئاً ليقودني إليه، وحده. أغالب الليل بالشعر والشعر بالليل فلا أجد بينهما سواه. يغالب الليل بالسهر والنهار بالسفر، ولا يعلم أنه المقيم أبداً تحت أجنحة القلق المهيضة بالضرورة. ** ** ** يستعد لإعلان نصره الكبير عليّ.. طفلاً في مقتبل الكهولة! يلهو عبر الرسائل الهاتفية ببقايا اليأس، وألهو معه بفتات الأمل! أقول له إن المُضغة المعلقة في يسار القفص الصدري ليس مجرد مضخة للدم فيرسم على بلاهة الورق مضخة صغيرة للدم داخل قفص صدري! أي بلاهة..! ** ** ** يتحدى صبري بطيشه القاتل. لا يعلم أنني لا أحب شيئاً فيه أكثر من هذا الطيش القاتل. يغيب تماماً.. فيقلقني غيابه. ويقلقني أكثر حضوره المرتبك! وحده الليل من يرانا وهو يغمض عينيه، وحدنا من نرى الليل ونحن نغمض أعيننا وحيدين كل على حده.. ** ** ** سادرين في الوحدة والكتابة والقلق! تجد لنا العزلة في ضفائر معقدة ولا من يرغب في فكها. تحاصرنا الجدران البيضاء وتحاصرها الكتب . ليل يلتهم آخر ونهار باهت بينهما لا يجيد سوى تعليمنا لعبة الصبر والأنا والنسيان. ** ** ** أكتب قصيدة ميتة، وأكفنها كجثة في ورقة بيضاء لكني أنساها في خضم وجهه الحيي الذاهل عما سوى الكتابة والسلوان. وأمضي.. ويمضي!