لا تجتمع المتضادات أبدا إلا في حالات تسمى بمعجزة فلا يجتمع النور والظلام في مكان واحد وبما أننا نتحدث عن المعجزات فأننا لسنا أمام معجزة بل مهزلة، نعلم أن المنتخب السعودي فقد هوية البطل وحتى يتلافى اتحاد اللعبة أن يشار لهم ويقال أنتم السبب يتخذون أسهل قرار وهو إقالة المدرب الذي هو مصدر الفشل بزعمهم، وهنا نتوقف ليس اعتراضا على تغيير المدربين فذلك أمر يحدث في كل بقاع العالم والمدرب مرتبط بقاءه وذهابه بالنتائج المحققة والكل يعرف أن لكل مدرب فلسفة تختلف من مدرب لآخر ويختلف تطبيقها من لاعب لآخر، والمدرب المتمكن هو من يختار اللاعبين الذين يخدمون فلسفته، واللاعب داخل الملعب كأحجار الشطرنج لكل شخص إمكانيات لا يتجاوزها ولكل لاعب ميزات وسلبيات وعلى حسب الخطة يتم اختيار اللاعب المناسب فإذا الفلسفة قائمة على قوة الالتحام فيحتاج إلى لاعبين أقوياء جسديا وإن كانت تعتمد الخطة على الضغط العالي على الخصم تحتاج لاعبين يمتلكون مخزونا لياقيا عاليا وهكذا، ولكن ما يصيبني بالدهشة أن تشكيلة المنتخب خلال الفترة الماضية ثابتة كأسماء مع اختلاف المدربين وكأن المنتخب أصبح حصرا لهذه الأسماء التي باتت اساسية بالتشكلية. مهما قدم اللاعب من مردود فحين تعتمد على حارس مرمى أخطأ كثيرا وتترك حارس قدم مستويات رفيعة جدا مثل مصطفى ملائكة فأنت بكل تأكيد ستخسر وحينما يعتمد المدرب الذي تدفع له أموالا طائلة على لاعب يحمل فكر ملاعب الحواري فأنت بكل أسف تهدر أموالك وحين تختار لاعبا يؤدي أهم أسلحة القدم الحديثة الكرة الثابتة سواء ركلة حرة او زاوية ثم تتاح لك ليست كرة ثابتة واحدة بل مجموعة كبيرة من الركلات الحرة ويقوم هذا اللاعب بكل إمكانياته المحدودة (ولا يلام اللاعب بل يلام من اسند له المهمة) بتنفيذ الركلة الثابتة ساقطة وبكل سذاجة على رؤوس المدافعين او أرضية ضعيفة بين أقدام الخصم فأنت بذلك لا تبحث عن فوز. نتمنى معرفة شيء واحد (هل هناك اتفاقية بين المدرب والاتحاد السعودي أن خطة اللعب يضعها المدرب والأسماء المشاركة يختارها الاتحاد السعودي. وهل المدرب هو من يختار اللاعبين المنضمين للمنتخب بحيث يختار لاعبين يخدمونه في تنفيذ فلسفته الكروية وخططه الميدانية وإذا لم يكن هو من اختار اللاعبين والاسماء مفروضة عليه فهل نلومه إن فشل اللاعبين المختاريين له بتفيذ استراتيجيته؟)، نعتقد أن الجواب واضح مهما غيرنا المدربين وبقت الأسماء فستبقى انتكاست المنتخب أمرا واقعا لا مفر منه.