في جريمة مروعة اهتزت لها مدينة القنيطرة (وسط المغرب)، استعمل مفتش شرطة سلاحه الحكومي لقتل زوجته ووالديها، بعد أن استشاط غضبا وفقد السيطرة على نفسه بسبب نعت والد زوجته له ب"عدم الرجولة". وقالت مصادر أمنية إن خلافات حادة طفت على السطح بين الزوج وزوجته، التي تعمل هي الأخرى في سلك الشرطة، غذتها تدخلات عائلة الزوجة ليتفاقم المشكل وينقلب إلى خصام وتبادل للسباب والشتم. وكانت الزوجة قد عادت إلى بيت والديها وحملت معها طفليها (ستة أشهر وسنة ونصف) على إثر خلافات بينها وزوجها، لكن الأخير حينما حاول إرجاع زوجته إلى البيت فوجئ بصهره يدخل معه في خصام استعمل فيه عبارات قدحت في رجولته، فما كان من الزوج إلا استل مسدسه ووجه طلقات نارية إلى صهره أرداه قتيلا على إثرها، قبل أن يتوجه إلى زوجته ووالدتها ويكمل المجزرة بنفس الأسلوب. واعتصم الزوج، وهو مفتش شرطة ممتاز، ببيته واحتجز طفليه، ورفض الاستسلام إلى رجال الأمن الذين هرعوا على وجه السرعة إلى عين المكان بعد إخطارهم من طرف الجيران. وبحسب ذات المصادر، فإن الزوج فكر في الانتحار بعد قتل طفليه، إلا أنه تراجع بعد اتصالات وتدخلات عديدة من طرف مسؤولين أمنيين وبعض أفراد أسرته. وقد تمكنت مصالح الأمن بمدينة القنيطرة من توقيف مفتش الشرطة، قاتل زوجته وأصهاره. وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أن عملية التوقيف جاءت بعد عملية تفاوض باشرها مسؤولون أمنيون انتهت بتسليم المعني بالأمر لنفسه وتسليم سلاحه، بالإضافة إلى تسليم طفليه اللذين كان يحتجزهما داخل شقته. وأبرز المصدر ذاته أن المعلومات الأولية للبحث تشير إلى أن مشاكل أسرية هي السبب المباشر وراء ارتكاب هذه الجريمة، وذلك في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث والتحريات التي تباشرها الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وبموازاة ذلك، يضيف البلاغ، تقوم لجنة طبية تتألف من أخصائيين نفسيين تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني بتقديم الدعم النفسي لأفراد عائلة الضحايا