الملك عبدالله -رحمه الله- قاد البلد الى بر الامان في احلك الظروف وحقق الكثير من الانجازات الداخلية التنموية والخارجية السياسية التي يصعب حصرها، وحمل الفقيد على عاتقه الكثير من الملفات من اهمها؛ محاربة الإرهاب والحوار مع الآخر منذ توليه الحكم؛ فكان واعياً لأهمية مكافحتة الإرهاب فكرياً وأمنياً، وإبراز سماحة ديننا الحنيف ووسطيته وتقبله للآخر على المستوى العالمي. الملك سلمان- حفظه الله، ولي عهد انذاك- ليس بعيداً عن صناعة القرار وإدارة البلاد، فقد شارك أخاه الراحل تلك المنجزات وعايش معه قضايا وهموم الامتين العربية والاسلامية، وكان خير سند له في التعاطي مع تلك الملفات الساخنة وتحديات سياسية اخرى تشهدها المنطقة. الملك سلمان يسير وفق نهج ومبادئ وضعها المؤسس – طيب الله ثراه- وسار عليها خلفه ابناؤه الملوك – رحمهم الله جميعا- ضمن استراتيجية سياسية واقتصادية وتنموية محورها خدمة المواطن، يسنده طاقم يحظى بثقة الشعب ذا كفاءة عالية يجمع بين الخبرة والتقنية والمهنية والادارة والشباب؛ متمثل في ولي عهده الامير مقرن مهندس الحكومة الالكترونية، وولي ولي عهده الامير محمد بن نايف رجل الامن القوي وجنرال الحرب على الارهاب خريج مدرسة نايف. القضاء على الارهاب والتطرف الفكري، وابراز سماحة الاسلام، وتداعيات الربيع العربي، ودعم الاستقرار والسلم العالمي، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتنمية الإنسان السعودي والحفاظ على هويته الوطنية والدينية، والقضاء على الفساد، وتقييم شامل ودقيق للمرحلة السابقة لرسم خريطة المستقبل، هي-بلا شك- ابرز تحديات المرحلة القادمة. فتدشين بوابة المستقبل الزاهر ومعالجة تلك التحديات بدأها الملك سلمان من الداخل بحزمة من القرارات الحكيمة والجريئة ذات ابعاد تنموية واجتماعية جاءت بمجملها تعالج الترهل الاداري وتلملم الشتات وتضارب الصلاحيات من خلال دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم بوزارة تعليم واحدة وإلغاء العديد من المجالس التنفيذية المساندة والاستعاضة عنها بمجلسين رئيسيين بصلاحيات واسعة وواضحة المهام مرتكزهما امن الوطن ورفاهية المواطن؛ يرأسهما شابان طموحان مشهود لهما بالكفاءة والتميز، مجلس الشؤون السياسية والامنية يرأسه الامير محمد بن نايف، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنموية يرأسه الامير محمد بن سلمان، مع تشكيل حكومة جديدة سمتها المزج بين الشباب الكفؤ واصحاب التجربة والخبرة لتواكب فكر هذا الجيل الشاب وتعمل على توفير متطلباته وتطلعاته، الذي يصل نسبة تعدادهم من السكان الى (80%) ممن تقل اعمارهم عن (40)، في عصر ثورة الاتصالات وعالم التواصل الاجتماعي، وفي مرحلة حرجة يعيشها هذا الجيل من تجاذبات سياسية وفكرية وتحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية. قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، صاحب الحنكة السياسية، والكفاءة القيادية والثقافة الواسعة، الحكيمة تنبئ - بكل تأكيد - عن حقبة جديدة تحقق الازدهار والاصلاح وتختزل الزمن لرفعة الوطن وترسم ملامح العهد الزاهر، وتتعاطى مع تحديات المرحلة بكل اقتدار وتبحر بسفينة الوطن في طمأنينة صوب المستقبل الواعد بعون الله. * عضو مجلس الشورى