حذر متخصصون في علوم الغذاء والتغذية من الافراط في تناول اللحوم خاصة في اول ايام عيد الاضحى والذي يزيد عن معدل حاجة الجسم من البروتين والدهون الامر الذي يقود الى مشكلات صحية تتمثل بحدوث تلبكات معوية وسوء في الهضم وارهاق للكلى والكبد واجهاد للجهاز الهضمي وآلام للمفاصل وبالذات المصابين بداء النقرس. ويؤكد المتخصصون ان السعوديين يتناولون أربعة اضعاف احتياجهم من اللحوم مشيرين الى ان جسم الإنسان البالغ حسب التوصيات العالمية يحتاج تقريباً الى 60 جرام من البروتين يومياً والذي يشكل (اي البروتين) نسبة 80٪ من اللحوم وبالتالي يجد الإنسان البروتين الكافي من تناول فقط 300 جرام من اللحم. «الرياض» استطلعت رأي المهتمين بالغذاء والتغذية وجاءت آرائهم على النحو التالي: زيادة في الاستهلاك ففي البداية اعتبر الدكتور ابراهيم بن عبدالرحمن الشدي الأستاذ المشارك في علوم الغذاء والتغذية بجامعة الملك سعود بالرياض الاغنام والماعز والابقار والابل من المصادر الاساسية للحوم الحمراء المنتجة والمستهلكة من قبل معظم سكان العالم وتتميز لحوم تلك الحيوانات بارتفاع قيمتها الغذائية نظراً لكمية ونوعية ما تحتويه من العناصر الغذائية الاساسية كالبروتين والدهون والاملاح والفيتامينات. وأشار الى انه في عيد الاضحى المبارك ونتيجة لذبح اعداد كبيرة من الاضاحي فقد تستهلك كمية كبيرة من اللحوم في البلدان الإسلامية خاصة الغنية منها والتي قد تزيد عن معدل الاستهلاك العادي حيث قد يتم تناولها من قبل البعض ثلاث مرات في اليوم (افطار - غداء - عشاء) ويترتب على زيادة استهلاك اللحوم على فترات متتالية آثار سلبية على الصحة العامة للفرد ابرزها ان لحوم الاضاحي تعتبر مصدراً غنياً بالبروتين حيث قد تتراوح نسبته بين 16 - 28٪ وهي تختلف حسب نوع الحيوان وموقع القطعية وما تحتويه من دهون. وقال: الواقع ان جسم الإنسان البالغ حسب التوصيات العالمية يحتاج تقريباً الى 60 جرام بروتين يومياً وذلك لتلبية احتياجاته اليومية من نمو وتجديد للانسجة والخلايا وكمية البروتين هذه يمكن ان يحصل عليها الإنسان من 300 جم لحم تقريباً او من مصادر بروتينية أخرى فإن استهلاك الفرد لكمية كبيرة من اللحم يومياً قد لا يستفيد منها جسمه بل قد تسبب تلك الزيادة امراضا ومشكلات صحية منها على سبيل المثال تلبكات معوية وسوء هضم واجهاد للجهاز الهضمي والكبد والكلى، بالإضافة الى احتمالية الاصابة بداء النقرس وهو من الامراض القديمة والمقرونة بارتفاع حمض اليوريك المصاحب لزيادة استهلاك اللحوم لفترات طويلة وكثير من الدراسات الحديثة ربطت بين الزيادة في الكمية المتناولة من بروتين اللحوم وانواع مختلفة من الاورام الخبيثة وامراض العظام خاصة لكبار السن مؤدية الى ما يعرف بهشاشة العظام. عبئا على الكلى من جانبه يقول الدكتور عبدالعزيز بن محمد العثمان المتخصص في التغذية الإكلينيكية بكلية العلوم الطبية التطبيقية بالرياض ان زيادة تناول اللحوم عن الحد الطبيعي الذي يختلف حسب العمر والجنس والوزن فإن ذلك سيزيد عبئاً على الكلى المسؤولة عن التخلص من السموم التي تنتج من تحلل البروتينيات ومن أهم هذه السموم حمض اليورك أو البولينا، كذلك يزيد ترسب الأملاح المعدنية مما يسبب آلاما في المفاصل بالذات لدى المصابين بالنقرس، ولا ننسى زيادة الكوليستيرول والدهون المشبعة حيث تعتبر اللحوم من اغنى مصادره. وحول كفايتنا من اللحوم يضرب الدكتور العثمان مثالا بقوله يحتاج الجسم الى 1 جم من البروتين لكل 1 كجم من وزن الجسم، فإذا كان وزنك 70 كجم فإنك تحتاج الى 70 جم بروتين، ولو افترضنا أن نصف مادة غذائية من اللحوم نصفها بروتين فمعنى هذا أنك تحتاج الى 140 جم من هذه المادة لتوفر كافة احتياجاتك من البروتين، فما بالك إذا كان البروتين في اللحوم حوالي 80٪ فإنك تحتاج الى 100 جم لحم فقط، ولو تذكرنا أن ربع الدجاجة حوالي 200 جم أي أن نفس الوزن من اللحوم يغطي 200٪ من احتياجك. ويبقى السؤال، كم نتناول من اللحوم كل يوم، وفي المناسبات والاجازات وفي الأعياد؟؟ إنها كميات كبيرة جعلت المجتمع السعودي من أكثر الشعوب تناولا للحوم ويبلغ 3 - 4 أضعاف احتياج الجسم عند الرجال أما عند النساء فيقل عن ذلك كثيرا، ويأتي هذا الاستهلاك بعد بعض الدول الغربية مثل أمريكا، بل إن موائدنا لا تخلو من اللحوم بأنواعها، فهل جربتم تناول الغداء من دون لحم او دجاج او سمك، وماذا ستعمل لو زارك ضيف او زرت احداً وقدم لك الغداء دون لحم، ان الحرج سيكون كبيراً لدى المضيف ولكن الصحة اهم ان يعتنى بها ولو اصر البعض على تناول اللحوم فنقترح عليه التنويع بين اللحوم الحمراء والدواجن والارانب والاسماك. وأكد بقوله: ان الزيادة في تناول تلك اللحوم يعرض الشخص لمشكلات في الهضم تكون التخمة دليلاً عليها، لاسيما ان لحوم الضأن ذات نسبة دهنية عالية وأشد ما تكون الخطورة عندما يتكرر تناول اللحوم في اليوم مثلاً في الغداء والعشاء، فتكون التخمة مشكلة سائدة في ايام الاعياد، لهذا انصح اخواني بتجنب الاكثار من اللحوم دائماً وبالذات في المناسبات. مرض النقرس فيما يوضح الدكتور صلاح بن عبدالعزيز الميمان الأستاذ المشارك في علوم الغذاء والتغذية بجامعة الملك سعود بالرياض ان للبروتين مصادر عديدة غير اللحوم مثل الحليب واللبن والاجبان والبيض بالإضافة الى مصادر نباتية مثل الفول والعدس فإن الكمية المطلوب تناولها تكون موزعة بين الوجبات والاطعمة وبالتالي لا نحتاج الى ما يعادل ربع كيلو من اللحم حتى نغطي احتياجاتنا اليومية. ويستطرد حديثه بالقول: عندما يزيد المستهلك من اللحوم او الاغذية الغنية بالبروتين فإن الجسم يستهلك حاجته ويقوم بالتخلص من الزائد غالباً عن طريق الكلى لذلك فزيادة استهلاك البروتين تؤدي الى ارهاق الكلى وجعلها تعمل اكثر من ما يجب وحدوث ما يسمى مرض النقرس (ألم في المفاصل نتيجة زيادة حمض اليوريك في الدم). وحذر من قيام بعض الاشخاص بتناول بعض اجزاء الحيوان خصوصاً الكبد بدون طبخ وهذا له بعض المضار حيث ان هذه الاجزاء تكون بالغالب متلوثة بالأحياء الدقيقة نتيجة اختلاط لحوم الحيوان بالأرض اثناء الذبح او من محتويات الجهاز الهضمي او تلوث غير مباشر مثل ملامسة القائمين بالذبح اجزاء الحيوان وفضلاته ومن ثم اللحوم او التلوث من ادوات الذبح. ومن ما يجب التنويه عنه ان نقلل قدر الامكان من تناول الكبد والكلاوي لأن من وظائف هذه الاعضاء في جسم الحيوان هي التخلص من السموم وبقايا الادوية مثل المضادات الحيوية وكذلك السموم الفطرية (والتي قد تكون موجودة في غذاء الحيوان) وعند ذبح الحيوان فإن بعض هذه المواد قد لا يزال موجودا في العضو وبالتالي ينتقل للإنسان وغالباً تكون متبقيات هذه المواد متركزة في اكباد وكلاوي الحيوانات والانسجة الدهنية.