تصل «العيادة» العديد من الأسئلة التي تطالبنا بتوضيح علاقة الإصابة بمرض النقرس أو التهاب المفاصل خصوصاً مفاصل الرجلين واليدين بالغذاء.. هذا المرض في الواقع يصاب به الرجال أكثر من النساء ويبدأ في اصبع الرجل الأكبر. وقد يصاحب ذلك احمرار والتهاب وألم. عموماً هذا الالتهاب يمكن أن يصيب الركبة وبعض المناطق مثل الرسغ وقد يتطور إلى أن يسبب تكون حصوات والتي قد تؤدي إلى فشل كلوي. أحب أن أوضح أن كل هذه الأعراض نتيجة لارتفاع معدل حامض البول (حامض اليوريك) في الدم وارتفاعه يؤدي إلى تكوين بلورات ملحية تعرف (باليوريت) هذه البلورات تترسب في المفاصل فيؤدي ذلك إلى حدوث الالم. إن ترسب هذا الحمض في المفاصل له العديد من الأسباب رغم عدم وضوحها بشكل جيد قد يكون هناك سبب وراثي يساهم في زيادة حمض اليوريك في الدم كما أن هناك بعض المشاكل التي تسبب تراكم هذا الحمض مثل عدم قدرة الكلية على تخليص الدم منه وعدم تصفيته مما يؤدي إلى ترسب هذه البلورات على المفاصل. عموماً يرتبط مرض النقرس بصورة أساسية بعملية تمثيل الغذاء وخاصة البروتينات وخاصة الأغذية التي تحتوي على مادة تعرف بالبيورين مثل الأعضاء الحيوانية (الكبد، الكلى، القلب، اللحم والبط والديك الرومي)، لذلك فإن عملية الاقلال من هذه الأغذية سوف يساهم في الحد من تراكم هذا الحامض في الدم ويؤدي إلى مشاكل - لا قدر الله -. كما أنه يجب الحرص على الحد من تراكم الدهون وعمل برنامج للحد من زيادة الوزن وأحب أن أوضح أن انقاص الوزن يجب أن يكون بصورة تدريجية أي الحرص على عدم الانقاص الشديد والحمية الشديدة لأن ذلك قد يكون سبباً في زيادة تراكم هذا الحمض في مناطق خطيرة مثل الكلى والانسجة ولذلك فإن عملية التدرج في الغذاء أمر مطلوب، ومن أهم الطرق أو السلوك الغذائي المناسب للحد من تراكم هذا الحمض وكذلك المساهمة في علاج زيادة الوزن بالتدريج هو شرب الماء والسوائل بشكل كبير لأن ذلك سوف يساهم في تخفيف تركيز هذا الحمض في البول ويساهم كذلك في طرحه خارج الجسم. كذلك هناك بعض الفواكه تساهم في علاج تراكم هذا الحامض مثل الكرز وبعض الفواكه ذات مصدر فيتامين «ج» حيث إن استهلاك الكرز وخصوصاً مع الحد من تناول اللحوم له تأثير إيجابي. كما أن هناك بعض التوصيات التي توضح أن استهلاك كمية من زيت الأسماك والذي يحتوي على مركب الاوميجا -3- الذي لوحظ أنه يخفف من الالتهابات والالام. وعموماً هناك تأثير لبعض مضادات الأكسدة المعروفة التي تساهم في الحد من تكوين وإنتاج حامض اليوريك مثل فيتامين (ه) (Vit-E) وكذلك عنصر السلينيوم ولكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي وبعد اجراء بعض التحاليل اللازمة لذلك. إننا هنا في هذه المعلومات نوضح أنه للحد من مشاكل تراكم حمض اليوريك والبلورات في المفاصل يجب العمل على الحد من إنتاج المادة التي تكون هذه البلورات والتي تأتي من اللحوم ومصادرها المختلفة (البروتينات) كما أن شرب الماء أمر مطلوب وادخال بعض العناصر واجراء بعض التمارين الخاصة التي تساهم في الحد من تراكمه فالغذاء والرياضة أمران مطلوبان للحد من هذا المرض ولكن يجب معرفة السبب خلف ذلك.