عنوان هذا الكتاب "مفهوم الشعر عند غازي القصيبي" للباحث علي عتيق المالكي والصادر مؤخراً عن نادي مكة الثقافي الأدبي يثير جملة من الأسئلة حول استقبال القصيبي للشعر كشاعر من طراز فريد أولاً وكناقد صاحب ذائقة جميلة ثانياً وكقارئ يتلمس كنه الشعر وروحه التي يراها بين القوافي. هذا الكتاب يكشف معاناة القصيبي في البحث عن النص الشعري المضمخ بالصدق والعفوية والجمال والقصيبي قادر على الوقوف على مكامن الإبداع في كل دفقه شعرية يرسمها قلم شاعر فنان يقول المؤلف في مقدمته للكتاب: وقد تعرض القصيبي في الكثير من مؤلفاته إلى الكثير من الآراء والرؤى حول الشعر والشعراء، وقد ظهرت متناثرة ومتفرقة في جميع كتبه، وقد لاحظت أنها حوت ما يمكن اعتباره رؤية شاملة لجميع ما يتعلق بالشعر من عناصر موضوعية "كالرؤية والمضمون والوظيفة" وأخرى فنية "كاللغة والشكل". وقد دفع المؤلف الخوض في الكتابة عن مفهوم الشعر عند القصيبي جملة من الأمور منها مكانة القصيبي الأدبية وحضوره الواسع في حركة الشعر العربي وكذلك تنوع انتاجه الأدبي وغزارته، إلى جانب الكشف عن نقاط التأثر والتأثير بين آراء القصيبي كما أن لندرة الدراسات التي تحدثت عن مفهوم الشعر عند القصيبي بشكل واضح إضافة إلى إبراز هذا المفهوم للآخرين من شعراء وقراء حتى يتسنى لهم الاستفادة من هذه التجربة الفذة. المالكي استعان بالمنهج الوصفي في هذه الدراسة وذلك بعد أن قام بوصف آثار القصيبي المتنوعة ثم استنبط منها النصوص المتعلقة بمفهوم الشعر ومن ثم حلل هذه النصوص وناقشها. الكتاب انطوى على تمهيد أبان فيه عن مفهوم الشعر عند القدماء وكذلك عند المحدثين ثم اعقب التمهيد أربعة فصول تناولت مفهوم الشعر عن القصيبي ودور الذوق والإبداع والتجربة والرؤية في هذا المفهوم كما عرج على لغة الشعر وشكل القصيدة في حين تحدث عن مضمون الشعر ووظيفته وقضاياه وكذلك الرمز والالتزام والغموض واختتم المالكي كتابه بفصل هام وهو عن المنظور النقدي من حيث رؤية القصيبي للنقد ومعياره وأشكاله وآرائه في الشعر وآرائه في الشعراء.