لا أستغرب معارضة كثيرين في المقارنة التي سأقوم بها ولكن بالنسبة إلي أراها حقيقة تربط بين الماضي والحاضر لنعرف من خلالها هل بالفعل نحن عرب؟ اخترت الفارس العربي لما سمعنا عنهم في الماضي عن أساطيرهم البطولية وعن تحملهم المشاق وعن شجاعتهم وشقهم صفوف العدو، فقصائد وقصص "عنترة بن شداد" و"الزير سالم" وغيرهم من أبطال العرب في الفروسية خير دليل وبرهان لما يتمتع به الفارس العربي من إباء وشجاعة وروح قتالية لا تعرف الاستسلام بل نحن في تاريخنا سمعنا وعرفنا رجال بأسمائهم قيل عنهم بأنهم عن ألف رجل. انتهت اسطورة الفرسان في المعارك القتالية، ولكن بقي هنا مكان يمكن لنا نرى فرسان يقاتلون ويشقون الصفوف نرفع بهم الرؤوس أمام الأمم فهم يمثلوننا، وهم واجهة لنا تحكي لكل الشعوب من هم العرب، فالفروسية والمبارزة أصبحت نوع من أنواع الرياضة التي يتفاخر بها الشعوب ولكن بقوانين أخرى، فبدل من أن تقطع الرقاب وتراق الدماء تطور الفكر الإنسان، أصبحت هناك أنشطة رياضية عدة يمكن للشعوب أن تظهر فخرها بشبابها أمام الشعوب الأخرى، ومنها رياضة كرة القدم فبعد مشاهدتي لمنتخبات الخليج التي واجهت منتخبات غير عربية يتساقطون كما يتساقط ورق الخريف شعرت بالخجل، نوقن أن ال11 لاعبا الذين يقفون في أرض الملعب هم اشدنا عضلات وأكثر لياقة ويمتلكون قوة تحمل يستطيعون بها مجابهة الفرق الأخرى، ولكن لما وقف الصفين وتقابلا شعرت ولا أدري هل شعرتم مثلي باليأس والإحباط فالنصر لا يمكن أن يتحقق، فلاعبو المنتخبات التي يقفون أمامنا لا تستطيع مقارنتهم بلاعبينا لا من الناحية الجسمانية ولا اللياقية ولا التنظيمية، ولا حتى الروح القتالية، ورغبة الفوز والشعور بالمسؤولية وعدم الخوف من الفريق الخصم. باختصار لو أردت أصف لك الوضع بتمثيل القتال لقلت فرسان بعتادهم الكامل وفوق صهوة خيولهم أمام فرسان حفاة الأقدام لا يمتلكون سوى عصي ضخمة يحاولون ليس قتال العدو بل تهيبهم فلا اعتقد أن هؤلاء قادرون على صنع شيء سوى أنهم يقفون منتظرين قدوم المقاتلين الحقيقين لسحقهم. الرياضة الآن أصبحت تعكس صورة مصغرة عن الشعب، ولازلت لدينا أمنية واحدة أن اجلب من الماضي عنترة بن شداد وأجعله يقف على خط الاحتياط وأقول له يا "عنترة كر" فأنت حر فلاعبونا لم يجلبوا لنا إلا الخجل، ما أنت فاعل يا عنترة؟