أقام النادي الأدبي بالرياض مساء الاثنين الموافق ندوة بعنوان "وفاء...وولاء" شارك فيها عضو مجلس الشورى ورئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين بمنطقة الرياض (كفيف) الدكتور ناصر الموسى، ورئيس تحرير مجلة الحرس الوطني ورئيس اللجنة الثقافية بالجنادرية الأستاذ حسن الخليل، وأدارها رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبدالله الحيدري، وذلك بمقر النادي في الرياض. في بداية الندوة تحدث الدكتور عبدالله الحيدري وقال: في هذا الشهر فجعنا بفقيد غال وعظيم وشخصية بارزة وهو والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة. وقد حزن الوطن من أقصاه إلى أقصاه وامتد الحزن ليعم العالم كله ونحن نرفع أكف الضراعة لله بأن يتغمده بواسع المغفرة والرحمة بإذن الله. بعدها بدأ الحديث الدكتور ناصر الموسى بقوله: لاشك ان العالم كله فقد زعيماً وسياسياً محنكاً وكل الدنيا قد حضرت والتفت حول فقيد الأمة وقدمت تعزيتها للمملكة العربية السعودية ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الأمين وولي ولي عهده وكان آخر من تقدم بالعزاء رئيس أمريكا بأكبر وفد، لافتا النظر إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله كان ملكاً فذاً استثنائياً وهبه الله الصفات الحميدة والمزايا الكثيرة حيث كان شجاعاً وذا حنكة كما أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بمزايا التواضع والبساطة في كثير من الأمور؛ لذلك أحبه الجميع كما أحبه شعبه والعالم كله. واستعرض الموسى جملة من الإنجازات في عهد الراحل، ومن ذلك توسعة الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي، وما حصل من تطور في مجال التعليم على سبيل المثال كانت الجامعات ثماني، وقفزت في عهده إلى ما يزيد عن 35جامعة، منوها بمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام الذي أسهم في تطوير التعليم، بالإضافة إلى التطور والنمو في جميع مرافق الدولة، كما تناول اهتمام المملكة بالسلام في عهده ومن ذلك الحوار بين أتباع الحضارات والديانات ومبادرة فكرة السلام بين العرب والمسلمين، فضلا عن التطور الاقتصادي والسياسي والثقافي، وحمد الله على نعمة الأمن والأمان في هذه البلاد وتمثل ذلك في تقديم البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود– ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -، وأصبح الجميع مطمئنا في هذا العهد الميمون وهذه نعمه كبرى تدل دلالة أكيدة بأن المملكة العربية السعودية تقوم على قواعد راسخة مبنية على الشريعة الإسلامية. واستعرض المحاضر ما يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من رصيد ضخم مليء بخبرات سياسية واقتصادية وسجل حافل من الإنجازات العملية والثقافية والحضارية، حيث كان - أيده الله - ركناً أساسا من الحكم منذ تأسيس هذه الدولة حتى يومنا هذا وكان الساعد الأيمن للملوك في تقديم الرأي والمشورة وبعد النظر وقال: "الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - رمز الوفاء في هذه البلاد والآن الكل يستبشر بعهده حفظه الله من خلال هذه الأوامر الملكية التي أمر بها التي تمثل رؤية واسعة للوطن ومستقبلا زاهرا بعون الله، وأشار إلى اهتمام خادم الحرمين الشريفين بذوي الاحتياجات الخاصة ومن تلك المشروعات مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز لأبحاث الإعاقة الذي أصبح من المراكز العشرة بالعالم التي تعنى بأبحاث الإعاقة ويشار لها بالبنان. بعدها تحدث الأستاذ حسن الخليل الذي بدوره شكر النادي على تشريفه بهذه المشاركة في هذه الندوة بموضوع أكبر بكثير أن يتحدث فيه عن رجل كبير وهو الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله والملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وقال: لاشك أن المملكة العربية السعودية مرت بظرف صعب ليس على المستوى المحلي بل على المستوى الإقليمي والدولي بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفقد شخصية بهذا الحجم فالجميع سوف يحزن ولكن مما يعزينا انتقال هذه الدولة من حكم لحكم بسلاسة وسهولة. أما عن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله فسأقدم لكم مجرد آراء وليست معلومات؛ لأن الحديث يطول بالمعلومات عن حياة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله من خلال عقد من الزمن وخلال حكمه أنجز الكثير من الأعمال التي سيسجلها التاريخ مثل إنشاء الجامعات الجديدة وإرسال الطلاب المبتعثين وغيرها من الإنجازات العظيمة. ومن خلال عملي بالحرس الوطني ما يقارب 36 عاماً وتحت توجيهاته رحمه الله وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز رحمه الله ومعالي الشيخ عبدالعزيز التويجري رحمه الله وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني حفظه الله كانت التوجيهات تنبثق عن رؤية فلسفية لها أفق واسع من رجل استطاع أن يدير الدولة في زمن صعب وذلك خلال أحداث سبتمبر 2001م و2003 سقوط لبنان و 2005 المشكلة في لبنان واغتيال الحريري وما تبعها من مشكلات الربيع العربي الحاصل في زمننا هذا وانتشار موجة الإرهاب والتهديدات الاقتصادية وقد استطاع بحنكته تجنيب المملكة التأثر بهذه الأحداث. وسرد المحاضر مواقف عديدة جمعته بفقيد الأمة في مناسبات الجنادرية وقال : لاحظت مايملكه من حب وود ولطف لضيوف المملكة على مختلف شرائحهم واختلاف أطيافهم وأوضح الخليل تعلق الملك عبدالله بالتراث ففي عام 1962م أنشأ نادي الفروسية وفي عام 1968 بدأ سباق الهجن، وفي عام 1963م تفتحت رؤيته العميقة عن أول خطوة مستقبلية وهي إنشاء المدارس العسكرية وتوقيع اتفاقية بتطوير الحرس الوطني وهي إشارة قوية منه لأهمية الحرس الوطني، وذكر بأنه خلال إنشاء مجلة الحرس الوطني قال: إما أن تصدر قوية أو لا تصدر وبين الخليل التطور الكبير لمهرجان التراث والثقافة فأصبح مهرجانا عالميا بحضور دولة مضيفة وأيضاً وما يشتمل عليه من محاور ثقافية وندوات مهمة بالشأن الثقافي. وقال الخليل: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ليس بغريب عن مقاليد الحكم وهو الرجل الذي يعرف جزيرة العرب وأسرها كلها ففي إحدى السنوات كان أحد الضيوف للجنادرية من لبنان وطلب أن يزور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبعد الزيارة قابلني وسألته فقال بأني وجدث إنسانا يعرفني بأهلي أكثر مما أعرف ويعرف تاريخ لبنان وأسر لبنان وشيوخها وعلماءها وحمد الله تعالى على النعمة الوارفة التي أنعم بها على هذا الوطن بالانتقال السلس المطمئن للحكم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - وتقديم البيعة من الجميع له أيده الله ولسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد –حفظهم الله-.