رحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محبوب الشعب وفارس الإصلاح فخيم الحزن على الشعب وبكاه الكثيرون وأنا واحد منهم ونعته الأمة فسبحان من زرع حبه في القلوب، والمتابع لردود الفعل الدولية التي تمثلت في الوفود التي شاركت في العزاء والتأبين أو إعلان الحداد وتنكيس الأعلام يتبين له بجلاء المكانة التي حظي بها رغم تواضعه وتبسطه، وبالتأكيد الثقل السياسي للمملكة، وهذا ما ركز عليه الكثير من الكتاب والمحللين وهو غني عن التعريف، ولذلك فلست بصدد الحديث عن مكانته طيب الله ثراه أو مآثره أو مكانة المملكة لكن أود أن أتحدث عن جانب إنساني وأمني له علاقة بمشاعر عامة الناس التي غالبا ما تكون بدافع الحب الصادق وأيضا ردود فعل ثلة من الخونة والمأجورين فقد بكته النفوس السوية ونعاه الشرفاء أصحاب السرائر النقية، وشمل ذلك عموم الناس صغارا وكبارا شبابا وشيبا إناثا وذكورا وهذا ما كان ملحوظا في مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المواقع الإلكترونية وفي المجالس العامة لكن في المقابل هناك من صرح بشماتته وفرحه لكنهم بالتأكيد قلة القلة وهم من أراذل الخلق وأشرارهم وهذا مما يجعلنا ندرك عظم مكانة الملك الراحل وأنه كان سيفا للحق مسلطا على رقاب حثالة البشر أعداء الحق والحياة، ومن ذلك ما تضمنه مقطع للجماعة الإرهابية "جاحش" يعلن فيه مجموعة من المرتزقة العملاء أعداء الدين والوطن عن سعادتهم برحيله بل ونفي الإيمان عمن لم يسعد بذلك ويبدو أنهم سعوديون خاصة المتحدث الذي وصف الملك الراحل بأوصاف كاذبة وعبر عن فرحه وهدد وتوعد باقتحام السعودية بقوله سنقتحم جزيرة العرب، ونحن هنا نقول له ولأمثاله ومن وراءهم - خسئتم فأنتم أيها الأمعة أيها الصغير الحقير مجرد دمى تحركها مخابرات دولية لتنفيذ أجندات أكبر من أن تستوعبها عقولكم الخاوية بل أنتم مجرد مطايا لمن يستهدفون مملكتنا الغالية، ولذلك هم يضحون بكم في عمليات انتحارية جبانة فلا يغرنكم ما تفعلونه من تخريب وتدمير وقتل في العراق وسورية فبلادنا محمية بحفظ الله ورعايته ثم بقيادة حكامها المبجلين وسواعد رجالها المخلصين. تغمد الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز بواسع رحمته وأسكنه في عليين مع الصالحين الأبرار وعظم الله أجرنا في مصاب الوطن والأمة وصادق المواساة والعزاء للأسرة المالكة آل سعود الكرام فردا فردا، وعزاؤنا في الراحل الكبير أن من حمل الراية بعده رجال قادرون على أداء الأمانة وحمل المسؤولية وما انتقال الحكم بسلاسة إلا مؤشر معتاد على ما تنعم به مملكتنا من الاستقرار والحكم الرشيد ومن أهم ما ميز هذا الانتقال السلس هو الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا لولي العهد فهو إضافة إلى أنه اختيار موفق يعتبر إيذانا بدخول الجيل الثاني للحكم وبداية مرحلة وعهد جديد هو استكمال لما سبق من عهود الخير والبناء والنماء فبارك الله تعالى لنا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ونبايعهم على السمع والطاعة في المنشط والمكره وفي السراء والضراء نبايعهم مقبلين لا مدبرين ولا مترددين طائعين لا خائفين محبين لا مكرهين مخلصين لا خائنين مختارين لا مجبرين ولا مرغمين، ودامت راية الوطن عالية خفاقة رغم أنف الحاقدين وخونة الدين والوطن ولا نامت أعين الجبناء.