منذ أكثر من أسبوع وأنظار العالم لا تزال باتجاه السعودية؛ حينما أشغل الشعب السعودي العالم وحيّر المحللين وأخرس المرجفين وأدهشه بتلك الحالة الفريدة حينما امتزجت مشاعر الحزن على رحيل ملك.. وبالفرح بمبايعة ملك وولاة عهده والاستبشار بحزمة القرارات الملكية من لدن الملك الحكيم سلمان بن عبدالعزيز في مشهد لا تراه يتكرر إلا في المملكة. مع انتشار الوسائل التقنية، ومواقع التواصل الاجتماعي، وجد البعض فيها نافذةً لإغراق المجتمع بالشائعات، تتناول الشأن السعودي، والبعض من المجتمع لبراءته يصدّقها، لأن "ثقافة المصدر" لم تتشكّل على النحو المطلوب اجتماعياً، تتحدث تلك الرسائل المجهولة المنثورة على الأجهزة بكلامٍ طويلٍ عريض سرعان ما تبيّن أفعال وقدرة وصلابة البيت السعودي عدم صحّتها. كم من السياسيين العرب والأجانب قد سخّر من المقالات والتحليلات والتقارير والتغريدات أو أوقف قناة أو برنامجاً لبثّ الخرافات والأكاذيب عن السعودية ومسارها السياسي والتنموي. ثم في ليل الخميس 22 يناير 2015 فور الإعلان الرسمي عن وفاة أبينا الحبيب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله في عمره- بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً للعهد، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد ووزير الداخلية وهو قرار يعبّر عن تماسك فريد في هيكلية الدولة، وصدر من هيئة البيعة التي تنظّم تنصيب الحكم في السعودية. عبّر السعوديّون عن قيمةٍ حيوية في عملية التأسيس لقراراتٍ مؤسسية يحرسها ويرعاها القرار الملكي. وحينما بويع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من الشعب السعودي في صورة وحشود مهيبة حتى اندهشت الصحافة ومواقع الأنباء العالمية والأجنبية في رصد تاريخي فريد حينما نشر موقع فرانس 21 عربي 25 يناير 2015 تقريراً عنونه ب: "تويتر" ينقل تقاليد الحكم بالسعودية إلى الإعلام الحديث!، وجاء في التقرير: بايع الآلاف من السعوديين الملك سلمان عبر "تويتر" مسجلين دخول تقاليد انتقال الحكم في المملكة إلى عصر الإعلام الحديث، وغرّد عشرات الآلاف في المملكة مستخدمين الوسم "#أنا_أبايع_الملك_سلمان"، مؤكدين ولاءهم للملك سلمان منذ اللحظات الأولى لوفاة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز" هذا وقد رصدتُ عشرات التغريدات الأجنبية وهي تعبّر عن دهشتها لتحوّل وسوم/هاشتاقات موقع التواصل الاجتماعي العالمية "تويتر" وتصدّر الهاشتاقات السعودية للهاشتاقات العالمية ما بين التعبير عن حزنها وترحّمها على مليكها الراحل والتعبير عن فرحها ومبايعتها لمليكها وولاة عهده لدرجة علّق ذلك الصحفي والمغرّد الأجنبي معبراً عن دهشته بطرافة: كل الهاشتاقات تتجه نحو السعودية! لم نكن نلقي بالاً للذين يتحدثون عنا، أو عن السعوديين كمجتمعٍ، أو عن ثوابت السعودية ومساراتها السياسية والتنموية، لكن حين تكون بعض تلك الأقاويل تُتَداول لدى بعض أفرادٍ من مجتمعي، فإن من الضروري أن ننبه الناس إلى أن "مصدرية الخبر" ضرورية، وأن الخبر الذي يكون غفلاً من المصدر الرسمي فإنه يطوى ولا يروى. ولتكن الأدوات التقنية، أو مواقع التواصل خارج نطاق نشر أي كذبةٍ أو شائعة، وأن نشغّل "فلاتر النقد" التي تطهّر أذهاننا من أي شائبةٍ خبريّة، أو أي شائعةٍ مهما كانت صياغتها محكمة، وقديماً قالت العرب:"وما آفة الأخبار إلا رواتها! يمكننا أن نعلم سذاجة بعض الأقاويل، حين نعرضها على الثوابت السعودية. لدى السعودية أسسها الدبلوماسية مثلاً، والتي تأسست منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وأن إدراك مثل هذه الثوابت سواء على مستوى الدبلوماسية أو سواها هو ما يجعل من السعودي فرداً ناقداً، يميّز الاخبار من خلال أسلوبين أساسيين، أولهما: مصدرية الخبر، وثانيهما: معرفة الثوابت السعودية التي يمكن للمتابع إدراكها واستنتاجها.