بسم الله والصلاة والسلام على من لا نبي بعد سيدنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وبعد.. قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نبايع ونؤازر ملكنا وقائدنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على السمع والطاعة في المنشط والمكره ونشهد الله سبحانه وتعالى على ذلك. نحمد الله ونثني عليه سبحانه وتعالى ان وهب لنا سلمان بن عبدالعزيز ملكاً لهذه البلاد المباركة وعزنا سبحانه بهذا القائد الحكيم ليواصل مسيرة البناء والرخاء وخدمة الدين ورفعة الإسلام ومقدساته الطاهرة وخدمة أبناء شعبه والأمتين العربية والإسلامية. ان من فضل الله علينا وكرمه ان جعل هذه البلاد قبلة للحرمين الشريفين مما زاد من مكانتها بين دول العالم قاطبة ووهب لنا الأمن والخير والقيادة الرشيدة التي تسير بهذه البلاد على النهج القويم مما زاد من استقرارها وجعل تداول السلطة من الأمور اليسيرة والسلسة بفضل من الله جل شأنه ولا أدل على ذلك حينما غيب الموت بأمر من الرب شأنه ملكنا ووالد الجميع الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته واختاره إلى جواره في أول ساعة من يوم الجمعة المباركة والناس نيام امنين في مضاجعهم ليتم الإعلان بنبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وتنصيب عضده وولي عهده الملك سلمان بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد خلال دقائق معدودة بكل يسر وسهولة وما ان ينفلج صبح يوم الجمعة حتى يتفاجأ أبناء هذا البلد الآمن والعالم أجمع بفاجعة وفاة قائد الأمة العربية والإسلامية وفقدان أحد رموزها ولكن لطف الله قريب لتشرق بعدها شمس الأمل من جديد ويستبشر أبناء المملكة والعالم أجمع بتنصيب سلمان بن عبدالعزيز ملكاً وقائداً للبلاد وزعيماً يعز به الله سبحانه وتعالى الأمتين العربية والإسلامية ليزيد من استقرار مملكتنا الغالية يملكها سلمان ابن الملك عضيد الملوك ليشع نور جديد وتكتب صفحات جديدة من العز والفخر لنا ولبلادنا والأمتين العربية والإسلامية ولاستقرار العالم أجمع بإذن الله. ومن خلال سرعة انتقال السلطة وسلاستها رغم الظروف العصيبة وعدم استقرار المنطقة وخسارة أهم قادتها الذي يعول عليه أمن واستقرار المنطقة بعد الله سبحانه وتعالى وفي أحلك الظروف التي تمر باخواننا وأشقائنا العرب حتى يتم إعلان انتقال السلطة بكل ثقة واقتدار ليعلن الملك والقائد الحكيم صدور أوامره بتثبيت الحكم واستقراراً لبلاد ودول المنطقة جمعاء بقراره التاريخي والحكيم في وقته وزمانه ويعلن أهم قراراته في ترسية دعائم واستقرار وقوة البلاد بتعيينه الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لعهده والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي عهده في قرار شجاع بعثه أولاً لأبنائه المواطنين والأمتين العربية والإسلامية وللعالم أجمع بأن أمن المملكة العربية السعودية مستقر وان هذه البلاد في أيادي أمينة ليكتب التاريخ لهذا القائد أنه أصدر أهم وأشجع قرار خلال الساعات الأولى من تربعه على عرش هذه البلاد، ان مثل هذه القرارات لا تصدر الا من قائد متمرس اكتسب القيادة والحنكة والفراسة من والده المؤسس الملك عبدالعزيز ومن اخوانه الملوك الذين عاضدهم طيلة حياته الحافلة بالإنجازات ومن خلال ما وهبه الله من دهاء وحنكة حفظه الله. لقد ألجم هذا القرار الحكيم والمصيري والتاريخي أعداء هذه البلاد والمتربصين والحاقدين وجعلهم في حيرة حيث أخرس ألسنتهم وشل أيديهم لسرعته حيث جعلهم بتخبطون ولا يكاد أكثر الحاقدين والمتربصين يتوقع هذا القرار الحكيم الذي أزاح وأخرس كل الأعداء ممن تسول له نفسه أن يمس أمننا وتمسكنا ووحدتنا مما رد كيدهم في نحورهم وأخزاهم الله سبحانه وتعالى. إن الأوضاع الخارجية خصوصاً أوضاع أمتنا العربية كانت هي المحرك لمن تسول له نفسه زعزعة أمننا وتصدير الشائعات والأحقاد وكانوا يمنون النفس من ابتداء تلك الأحداث حتى يومنا هذا ولو بجزء يسير لحدوث شرخ لو بسيط فكانت وفاة القائد والوالد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته الفرصة التي يبثون من خلالها سمومهم وأحقادهم ولكن من فضل الله ثم من حكمة ودهاء قائد هذه البلاد الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث شل أركانهم وجعلهم لا يدركون الواقع الذي هم فيه، وأصبح هذا القرار التاريخي يتداوله الجميع المؤيد قبل العدو من ساسة ومفكرين بتحليلات واستنتاجات تثبت دهاء وحكمة الملك سلمان بن عبدالعزيز ليرسل لهم رسالة واضحة ومضمونها كبير للصغير قبل الكبير وللناس البسطاء قبل المتعلمين والمفكرين والمؤيدين قبل الأعداء ان المملكة العربية السعودية بفضل من الله سبحانه ثم بتماسك وتلاحم من قادتها وشعبها مستقرة آمنة إلى ابد الآبدين وستظل هذه البلاد بعون من الله سبحانه وتعالى قبلة للإسلام والمسلمين وتستمر بتأدية رسالتها في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة الإسلام والمسلمين. فلك الله من ملك ومن قائد حكيم رشيد لنستبشر جميعاً بمستقبل مشرق فيه العزة والنصر للإسلام والمسلمين ليكمل المسيرة التي سار عليها ملوك هذه البلاد جميعاً وما ان يترجل فارس حتى يأتي فارس آخر يقود البلاد للأمن والرخاء والأمتين العربية والإسلامية بتوفيق ونصر من الله تعالى. الحمد لله الذي وهب لنا سلمان ملكاً لتستمر رحلة هذه البلاد في النماء والرخاء وهذا ليس بغريب عليه حفظه الله فهو مشهود له بتطوير عاصمتنا الحبيبة فجعل منها مدينة من أهم مدن العالم في جميع مجالاتها ليسخر الخبرة الطويلة حفظة في جميع ما اكتسبه في خدمة البلاد والعباد في شتى مناحي الحياة. فلا شك ان أبناء هذا الوطن الغالي جميعاً تغمرهم الفرحة بتولي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد أولاً لمعرفتهم التامة بهذا القائد بحكم قربه منهم وقربهم له -حفظه الله- وهو من سخر نفسه ووقته في تلمس حاجياتهم وهمومهم مباشرة حيث أمضى شبابه وعمره في خدمة البلاد حيث يعد من الرجال المؤسسين لهذا الكيان وأكثرهم ملازمة للملوك السابقين رحمهم الله جميعاً ليشكل هذا القرب ميزة من أهم مميزات هذا القائد وتصبح هذه الميزة الطريق الذي يسير عليه حفظه الله وخارطة الطريق في سبيل الارتقاء بالبلاد وتكريس الخبرة الطويلة بقربه من اخوانه الملوك الذين سبقوه وجميع الأحداث والظروف التي مرت في عهد كل ملك حيث أنه عضيد ومستشار لهم في كثير من الأمور، لذا أصبح هذا القائد ملكاً قبل ان يصبح ملكاً بما يختزل من دراية جعلت منه دولة في رجل واليوم ولله الحمد تجتمع في سلمان بن عبدالعزيز الخبرة الطويلة والملك ليصبح خادماً للحرمين الشريفين فهنيئاً لنا بملك بقامة وفراسة وحكمة سلمان بن عبدالعزيز الذي أجمع عليه الجميع. وهنيئاً لنا بعد القرار الشجاع والتاريخي بقرارات سوف تزيد من رخاء وازدهار الوطن والمواطن لترتقي مملكتنا الغالية وشعبها إلى مصاف دول العالم المتقدمة في شتى المجالات. اسأل الله ان يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويؤيده بنصره ويعز به الإسلام والمسلمين ويسدد على طريق الخير خطاه وان يوفق عضده وولي عهد سيدي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي عهده سيدي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وان ينعم على بلادنا بنعمة الأمن والاستقرار وجميع بلاد المسلمين.