تحتفظ المنطقة الشرقية بلقب الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله – والذي اطلق عليها "منطقة الخير" إبان زيارته لها في عام 2010 م، والتي كانت آخر زيارة له، كما اطلق على أول بئر تفجر منه النفط بكميات تجارية "بئر الخير" وذلك في عام 2006م، كما تحتفظ المنطقة للملك عبدالله بن عبدالعزيز ب 6 زيارات تاريخية. وكانت زياراته -رحمه الله- للشرقية بمثابة قوة ودافع كبير في وجه التحديات ساهمت في نقلها إلى مصاف المدن العالمية وخاصة في صناعة البتروكيماويات، حيث دشن ووضع حجز اساس مشاريع اقتصادية باستثمارات تتجاوزت مئات المليارات، في مدينة الجبيل الصناعية، حيث تم تدشين 22 مشروعاً تنموياً في القطاعين الحكومي والخاص باستثمارات تقدر بنحو "81" مليار ريال، ووضع حجر الاساس لباكورة المشاريع الاستثمارية في "الجبيل 2" ودشن مشاريع مختلفة للهيئة الملكية والشركة السعودية للصناعات الاساسية "سابك" وعددا من مشاريع القطاع الخاص. وسجلت الشرقية في ذاكرتها كلمة قال فيها "من شرقية الخير والعطاء والنماء، شرقية الرجال الكرام، الذين اثبتوا المرة بعد المرة ولاءهم لدينهم ثم لوطنهم الذي أعزه الله بشرعه الحنيف، ثم بالرجال أمثالكم، وأحيي كل مواطن ومواطنة سائلاً الرب جلّ وعلا أن يعينني على خدمتكم وخدمتهم.. أيها الإخوة الكرام، في مناسبة سابقة أطلقتً على أول بئر تفجّر منها البترول اسم "بئر الخير" وأقول لكم اليوم إن المنطقة الشرقية كلها تستحق أن تسمى "منطقة الخير" ففيها منَّ الله على عباده المؤمنين بكنوز الأرض ومنها انطلقت النهضة الصناعية وبها قامت صروح شامخة أصبحت فخرا لكل مواطن، وصروح مثل ارامكو السعودية، وسابك والهيئة الملكية للجبيل وينبع، كل ذلك بتوفيق من الله عزّ وجل، فعم الخير أنحاء مملكتنا المباركة إن شاء الله. تاريخياً، كانت أولى زيارات الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" للمنطقة، عندما كان ولياً للعهد، حيث دشن -خلال زيارته عام 1999- ووضع حجر الأساس للعديد من المشاريع التنموية في المنطقة، والتي فاقت تكلفتها 23 مليار ريال، وشملت المشاريع مجالات متعددة، وهي: بترولية، بتروكيمياوية، صحية، صناعية، مياه، وذلك في كل من مدن الدمام، الجبيل، الخبر، القطيف، رأس تنورة، وغزلان. حيث افتتح مشروع خط أنابيب المنتجات البترولية من الظهران إلى الرياض، ومن الرياض إلى القصيم الذي يزيد طوله على 820 كيلو متراً، كما افتتح توسعة مجمع شركة سافكو بتكلفة تبلغ 1.550 مليار ريال، والتوسعة في مجمع الشركة السعودية للميثانول بتكلفة 1.8 مليار ريال، إضافة إلى وضعه حجر الأساس لمشروع توسعة شركة شرق بتكلفة 4.2 مليارات ريال، كذلك وضع حينها حجر الأساس لتوسعة محطة غزلان الكهربائية بتكلفة 6.5 مليارات ريال، وحجر الأساس لمصنع الأحساء للنسيج الذي يعد الأول من نوعه في السعودية بتكلفة 160 مليون ريال. وقام الملك عبدالله بن عبدالعزيز "طيب الله ثراه" في ذلك الوقت أيضا بوضع حجر الأساس لمشروع نقل المياه المحلاة من الخبر إلى بقيقوالأحساء، الذي تفوق تكلفته 500 مليون ريال، كما دشن – رحمه الله – عام 2002 م عند زيارته مدينة الجبيل الصناعية، وضع خلالها حجر الأساس ودشن عدداً من المشاريع الصناعية التي فاقت قيمتها 35 مليار ريال، وكان من أبرزها حجر الأساس لمصنع شركة التصنيع الوطنية للبتروكيماويات، الذي يعتبر من أهم استثمارات القطاع الخاص في صناعة البتروكيماويات. من جانبها حظيت محافظة القطيف باهتمام كبير منه -يرحمه الله- حيث تشرف أهاليها بإقامة حفل تكريما له ولمرافقيه بمناسبة زيارته الميمونة، كما دشن مشروع معامل الإنتاج في القطيف، والذي يعد أحد المشاريع العملاقة التي نفذتها أرامكو السعودية، بطاقة انتاجية بلغت 800 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام. ومدينة الظهران التي تحتضن ارامكو السعودية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، شرف الملك عبدالله حفل ارامكو السعودية، كما شرف حفل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بمناسبة مرور40 عاما على تأسيسها، إضافة إلى وضعه حجر الأساس لثلاثة مشاريع تطويرية في الجامعة شملت حجر الأساس لمجمع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأبحاث الصناعية، الذي يعد من أضخم الصروح البحثية والعلمية في المنطقة، بهدف تشجيع الشراكة والتواصل بين أفراد الهيئة التعليمية وطلاب الجامعة من جهة، وبين الشركات والمؤسسات الوطنية والعالمية من جهة أخرى، كذلك وضع حجر الأساس للمعمل التجريبي لتقنية جديدة لتكرير البترول الثقيل، والمرحلة الخامسة لتوسيع وتجديد المدينة الجامعية وسكن الطلاب، كما تشرفت الجامعة في الحفل ذاته بتقديم شهادة الدكتوراه الفخرية له. وفي محافظة الاحساء افتتح خلال زيارته عام 1999م ابان ولاية العهد مستشفى الاحساء، كما افتتح مشروع غاز الحوية، 60 كيلو متراً جنوب محافظة الأحساء، الذي يعد أول معمل متخصص لمعالجة الغاز غير المرافق للزيت من آبار الغاز العميقة، وتبلغ تكاليف إنشائه نحو مليار دولار تقريبا، فيما تصل طاقته الإنتاجية إلى 1.4 مليار قدم مكعبة قياسية يوميا، حيث يمثل برنامج الغاز في الحوية بما فيه من شبكة آبار مترابطة ومعمل للمعالجة وشبكة للتوزيع رمزا للابتكار وكفاءة الأداء والخبرة السعودية التي تنفذها أرامكو السعودية. وفي عام 2004 وضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز "رحمه الله" عندما كان وليا للعهد حجر الأساس للمشروع العملاق "الجبيل 2" كما شرف حفل الهيئة الملكية للجبيل وينبع والشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك، وشركة مرافق المياه والكهرباء في الجبيل وينبع مرافق وشركات القطاع الخاص الأخرى، بمناسبة وضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الإنمائية والصناعية. وفي إشارة بدء التشغيل الرسمي لمشروع نقل المياه المحلاة إلى الاحساءوبقيق كان قد قال فيها "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. نبتدئ بذكر الله -عز وجل-.. وإن شاء الله مبارك دائما وإلى الأمام" . وفي عام 2008 م شهدت المنطقة الشرقية زيارة أخرى له – رحمه الله – افتتح خلالها عدداً من المشاريع التنموية ورعى حفل ارامكو السعودية بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيسها، كما عقد خلال زيارته اجتماعاً تاريخياً احتضنته المنطقة للقمة التشاورية العاشرة لدول مجلس التعاون الخليجي تم خلاله مناقشة أوضاع المنطقة والقضايا العربية، وبحث نتائج السوق الخليجية المشتركة لتحقيق التكامل الاقتصادي المنشود، حيث يعتبر اللقاء التشاوري لقادة وزعماء دول المجلس، الذي يعقد لأول مرة خارج مدينة الرياض. وفي عام 2009 عقد الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته للمنطقة الشرقية، قمة "سعودية – أردنية "، مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الأردن، جرى خلالها بحث مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، كما شهدت الزيارة تدشين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عددا من المشاريع المهمة والحيوية في مختلف محافظات ومدن المنطقة الشرقية، والتي كان من أهمها تدشينه مشاريع تنموية ضخمة جديدة في مدينة الجبيل الصناعية، تملكها الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك وشركة مرافق وشركات القطاع الخاص، باستثمارات تفوق 54 مليار ريال، كما زار خلال الزيارة ذاتها محافظة الأحساء، حيث التقى جموعا من المسؤولين والأهالي في قصر هجر.