نعت قيادات مجلس الغرف السعودية وقطاع الأعمال السعودي بالمملكة في بيان لها أمس ببالغ الحزن والأسى فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وافته المنية مؤخراً بعد رحلة ممتدة من العطاء والبذل لدينه ووطنه وشعبه وأمته، وقدم المجلس خالص تعازيه لأبناء الفقيد وللأسرة الحاكمة والشعب السعودي. وقال رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله الزامل "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقينا في قطاع الأعمال السعودي نبأ وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لطالما كان سنداً وعونا لهذا القطاع وداعما لفعالياته المختلفة". وأضاف "إن مجلس الغرف السعودية ينعى ببالغ الحزن فقيد المملكة والأمتين العربية والإسلامية الملك عبدالله بن عبدالعزيز داعيا الله أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يجزيه الله ثواب ما تقرب به إلى الله في خدمة دينه ووطنه وأمته وما قدمه من أعمال إنسانية جليلة ستظل ابد الدهر شواهد تحكي عظمته وعطاءه وبذله، فقد كان يرحمه الله صاحب أياد بيضاء وله بصمات وانجازات لا تخطئها العين". ورفع الزامل تعازيه الحارة وأعضاء مجلس إدارة مجلس الغرف السعودية وقطاع الأعمال بالمملكة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله- ولولي عهده الأمين وولي ولي العهد سائلا الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان وان يمد الله الملك سلمان بن عبدالعزيز بعونه وقدرته لمواصلة مسيرة العطاء والانجاز التي كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله- احد حملة لوائها والقائمين عليها وشهدت المملكة في عهده تحولات عديدة على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبات اسمه مقروناً بالعديد من النجاحات التي حققتها المملكة إقليميا ودولياً. وثمن الزامل الجهود التي بذلها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله- في قيادة دفة الحكم بالبلاد وانجازاته الكبيرة التي يصعب حصرها ومن أبرزها على الصعيد الاقتصادي تبنيه سياسات الإصلاح الاقتصادي ودمج المملكة في منظومة الاقتصاد العالمي عبر عضويتها في العديد من المنظمات كمنظمة التجارة العالمية ومجموعة العشرين وغيرهما ما ساهم في لعبها دوراً مؤثراً على صعيد الاقتصاد العالمي، كما صدرت في عهده العديد من الأنظمة الاقتصادية والتجارية والقضائية التي عززت البيئة الاستثمارية حتى باتت المملكة تستحوذ على 40% من الاستثمارات الواردة للمنطقة العربية كما تقدمت المملكة مراتب جيدة في تصنيف تقارير المؤسسات العالمية ذات العلاقة بالبيئة الاقتصادية والاستثمارية، كما عكست ضخامة الميزانية ونمو السيولة في عهده - رحمه الله - اهتمامه بالتوسع في المشاريع التنموية والاجتماعية فقد شهدت السنوات الماضية توسعاً في مشاريع التعليم وتطوير الإنسان السعودي حتى وصل حجم الإنفاق على التعليم نحو 26% من موازنة الدولة، كما انتهجت المملكة في عهده سياسات حكيمة نحو تنويع مصادر الدخل وتنويع القاعدة الإنتاجية وتقليل الاعتماد على النفط فنمت بذلك العديد من القطاعات كقطاع الصادرات والصناعة والتجارة والإنشاءات وغيرها وأنشئت المدن الاقتصادية والصناعية وارتفعت مساهمة القطاعات الاقتصادية كافة نتيجة الدعم الكبير الذي قدمته الدولة. ولفت الزامل لانجازات الملك عبدالله رحمه الله على صعيد الاهتمام بالمواطن السعودي والقرارات الحكيمة التي أصدرها لتمكين مشاركة المواطن الاقتصادية وتوفير فرص العمل والتدريب له ولمعاونة الفئات ذات الدخل المحدود وجهوده رحمه الله في معالجة ملف البطالة ومشكلة السكن وتطوير قطاعات الخدمات والصحة والتعليم، كما نوه بانجازاته في لم الشمل العربي وجهود المصالحة بين الفرقاء ودعم الاستقرار والسلم الدوليين وتبنيه مبادرات مشهودة في الحوار بين الأديان والحضارات ومبادرات للوحدة كما في مبادرته الخاصة بالاتحاد الخليجي وغيرها من المبادرات الأخرى. وأضاف في القطاع الخاص السعودي وأجهزته المؤسسية نذكر بكثير من الامتنان للملك عبدالله - رحمه الله - مواقفه الداعمة لهذا القطاع واهتمامه به ففي عهده وخلال السنوات الخمس الماضية بلغت نسبة مساهمة القطاع الخاص نحو 55% أو أكثر سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي، وأفسح المجال له للمشاركة في صنع القرارات الاقتصادية من خلال اللجان الحكومية وغيرها كما أعطي - رحمه الله - من خلال زياراته الخارجية زخماً كبيراً للعلاقات الاقتصادية بين المملكة ومختلف دول العالم وفسح المجال أمام القطاع الخاص ليكون محركا أساسيا في بناء شراكات اقتصادية عالمية، ولا اصدق على اهتمامه بعمل هذا القطاع من رعايته لكثير من فعالياته ولقاءاته بالمسؤولين فيه والاستماع إلى قضاياهم والعمل على حلها. واختتم مجلس الغرف السعودية بيانه بإعلان مبايعة المجلس والقطاع الخاص السعودي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، معلنا ولاءه ومساندته لهم في جميع ما فيه مصلحة الوطن والمواطن، داعيا الله بأن يحفظ لهذا البلد قيادته وشعبه وأمنه واستقراره وازدهاره.