تلقى المغرب حكومة وشعباً خبر وفاة ملك المملكة العربية السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بحزن كبير. وليس فقط للصداقة الأسرية العميقة بين العائلتين المالكتين في البلدين، ولكن أيضا نظرا للرابطة الخاصة التي كانت تجمع الراحل الكبير بشعب المغرب. وكان الملك عبدالله -رحمه الله- يفضل قضاء أوقات عطلته في المغرب، وخاصة في جنوبه بمدينة أغادير التي تتميز بمناخ صحي فريد. وتفيد شهادات العديد من ساكنة بلدية "أورير" بمدينة أغادير، حيث كان يوجد مقر إقامته -رحمه الله-، أنه كان يتميز بسخاء منقطع النظير. فهو -رحمه الله- لم يكن مجرد زائر عابر إلى المنطقة، وإنما انخرط في العديد من الأعمال والنشاطات الاجتماعية التي عادت بالنفع الكبير على ساكنيها، كما استفادت قطاعات حيوية من هباته وسخائه -رحمه الله-. ولم يكن هذا بغريب على رجل أحب المغرب وساهم في الكثير من المشروعات التنموية الكبيرة، وذلك عدا مساهمة المملكة تحت حكمه في تمويل مشاريع تنموية كبرى ذات صلة بقطاعات حيوية ذات أهمية. ومن إسهاماته -رحمه الله- أنه قدّم هبة بمئتي مليون دولار من أجل التمويل الجزئي لخط قطار سريع سيربط بين طنجة والدار البيضاء بمسافة 350 كلم. ويشكل الخط المستقبلي بين المدينتين أحد أكبر مشروعات النقل التي يريد المغرب إنجازها العام الجاري لتسريع وتيرة النمو الاجتماعي الاقتصادي. وسيقلص القطار السريع مدة الرحلة بين طنجة والدار البيضاء من خمس ساعات و45 دقيقة حاليا إلى ساعتين و10 دقائق. كما كان قد حرص شخصيا على منح هبة ناهزت 10 مليارات درهم لصندوق الطاقة. وبمنطقة أيت ملول المجاورة لمقر إقامته بمدينة أغادير، تكفل بإقامة وتمويل محمية الحبار، التي تعتني بهذا النوع من الطيور المهدد بالانقراض، كما تهتم بتنمية البيئة الفطرية. وبأمر من الملك الراحل تكفلت المؤسسة الدولية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بحماية وتنمية البيئة الفطرية بالمغرب. وهذه المؤسسة الدولية تعتبر من بين أولى المؤسسات الفاعلة في منطقة شمال والتي تحرص على حماية المجال الطبيعي والكائنات الفطرية، بهدف إجراء الأبحاث العلمية والدراسات الخاصة بالطبيعة الصحراوية لطائر الحبارى. وقد حرصت المؤسسة على اتخاذ مختلف الإجراءات الكفيلة بحماية طير الحبارى من الانقراض في المغرب بالاستعانة بالوسائل العلمية والفنية الحديثة وذلك بأيادٍ مغربية بعد أن كان العمل في بعض القطاعات التقنية حكراً على الأوربيين. وفي اتصال مع بعض مسؤولي وأهالي المنطقة حيث مقر إقامة الملك عبدالله - رحمه الله - أكدوا على أن المنطقة استفادت من هباته وعطاءاته -رحمه الله- وفي جميع المجالات تقريبا. فهو من قام، رحمه الله، ببناء "مسجد لبنان" وسط أغادير، وساهم في بناء "مسجد الحسنية" بانزا وهي إحدى ضواحي المدينة. ولم يتوقف عطفه على أهالي المنطقة بمنح الهبات لتحريك عجلة التنمية بها فقط، بل إنه قام، رحمه الله، بتشغيل العديد من الشباب والنساء والأيادي العاملة في مقر إقامته في مختلف التخصصات كالبستنة والنظافة والحراسة. وكان -رحمه الله- يعطي منحا سخية للمدرسة العتيقة بأنزا لطلبة العلم وحفظة القرآن. طلاب مدرسة التحفيظ في أغادير