ظلت قراءة الطالع تقليد صيني قديم يمارس داخل المعابد التي تعبق برائحة البخور وفي الازقة الضيقة. إلا أن قراءة الطالع صارت في متناول الجميع الان حيث بدأت شركات الهواتف المحمولة في تايوان في كسب موافقة العرافين على قراءة طوالع مستخدميها. ويتلقى مستخدمو الهاتف المحمول في تايوان البالغ عددهم 23مليون شخص طوالعهم حيث تبث كل شهر 250 ألف رسالة نصية. وليست تشونغ مينغ-دا /81 عاما/ وهي طالبة بإحدى كليات تايبيه إلا واحدة من مدمني قراءة الطالع الذين يستقبلون كل أسبوع طالعهم من شركة تشونغوا تيليكوم إحدى كبرى شركات الاتصالات في تايوان. وقالت «أحب أن أعرف ما ينتظرني باقي الاسبوع بينما أحتسي قهوتي. فهذا يوفر علي عناء الذهاب إلى المعبد كل أسبوع كما أنه أرخص».وترسل تشونغوا تيليكوم حاليا مئة ألف رسالة نصية في الشهر بين التنبؤ بالحظ بورق اللعب والفلك وخدمة يومك السعيد التي تقدمها كل يوم والتي تخبرك ما إذا كانت صدفة سعيدة ستحصل لك اليوم. وتكلف هذه الخدمة 60 دولارا تايوانيا (80,1 دولار أمريكيا) في الشهر أي 21 دولارا تايوانيا (36. دولار أمريكي) لكل رسالة ليتمكن كل مستخدمي الهواتف في جزيرة تايوان من التعرف على طالعهم وهم في طريقهم إلى العمل أو المدرسة أو قبل الخروج ليلا في تمشية بشوارع المدينة. وفي مقابل هذا تبلغ تكلفة الذهاب إلى أحد العرافين المشهورين لقراءة الطالع أربعة آلاف دولار تايواني كما يمكنك قراءة الطالع لدى أحد العرافين الجائلين بمبلغ يصل إلى 300 دولار تايواني. وعلى الرغم من أن فكرة استقبال الطالع عبر الهاتف المحمول بدأت قبل أربع سنوات إلا أن الاقبال عليها كان قليلا.ثم بدأت تشونغوا في تشغيل خدمة الطالع الشخصي عبر الهاتف المحمول في وقت سابق من العام الحالي وتستلزم هذه الخدمة من المستخدمين تقديم المزيد من المعلومات المفصلة مثل تاريخ وتوقيت الميلاد. وتقول لورا بان من قسم خدمات الهاتف المحمول في الشركة إن هذه الخدمة لاقت رواجا واسعا بين الشباب.وقدمت خدمة قراءة الطالع شركات أخرى للهاتف المحمول في تايوان مثل شركة فار إيسترن تيليكوم وتايوان سيليولار. وتقدم شركة فار إيسترن 1 ستايل ما تطلق عليه «الخدمة الروحانية» فتقرأ طوالع الحب والحياة المهنية والثروة إلى جانب اقتراحات بارتداء ملابس بعينها لجلب الحظ بينما تقدم شركة تايوان سيليولار لعملائها أشهر وأهم علماء الفلك والعرافين في تايوان.وذكرت دراسة أجريت قبل ثلاث سنوات أن حجم تجارة قراءة الطالع والمستقبل في تايوان بلغ خمسة ملايين دولار تايواني إلا أن هذا الرقم قد يصل إلى ثمانية ملايين دولار تايواني إذا أضيفت إليه قراءة الطالع عبر التليفون المحمول. وقال البروفيسور ليي ليتشانغ من جامعة كاوهسيونج للعلوم التطبيقية جنوب تايوان «بإمكان تقنيات قراءة الطالع أن توفر شعورا مريحا في أوقات التوتر».وأضاف «يحصل الناس على الاستقرار فيعطيهم أمل وشيء يؤمنون به».وتشير الاحصاءات إلى أن معدلات الاحباط تزداد في تايوان حيث ذكرت دراسة أجرتها مؤسسة جون تونغ أن 13 في المئة من سكان تايوان يعانون من مشاكل جادة من الاحباط لكن 7 في المئة منهم فقط هم من يلجأون للعون الطبي.أي أن 65 في المئة منهم يسعون لطلب المساعدة من ما يسمون بالعرافين أوالوسطاء الروحانيين. وقال هو هاي-كو رئيس قسم الطب النفسي بمستشفى جامعة تايوان الوطنية «يجب أن يسعى الناس لطلب العون المهني الطبي من خلال استشارة طبيب العائلة أو تخصيص وقت للراحة والنوم لمدة كافية».