دخلت الجمعية الخيرية للطعام "إطعام" في مدينة الرياض عامها الثاني بعد عام من العمل الخيري التطوعي على انطلاقها رسمياً وتكوين منظومة متكاملة من العمل الخيري الاحترافي والاجتماعي المستدام نواته (حفظ النعمة)، حيث تعد "إطعام" أول بنك للطعام بالخليج يستهدف تنظيم عملية جمع وتسلم زائد الأطعمة من الفنادق الكبرى وصالات الأفراح وإيصاله إلى المستفيدين وفقاً لمعايير الجودة والسلامة, وبما يتناسب مع خصوصيات المجتمع السعودي. فبعد ما لوحظ من الهدر الكبير في كميات الغذاء والتبذير من خلال الحفلات والمناسبات والأعراس، حيث تشير التقديرات إلى 12 مليون وجبة تهدر يومياً في المنطقة الوسطى، جاءت فكرة إنشاء الجمعية للحفاظ على هذه النعمة، كما تسعى "إطعام" إلى خلق الوعي ونشر ثقافة حفظ النعمة في المجتمع، من خلال خطط إستراتيجية وبرامج توعوية تمتد لجميع شرائح المجتمع، وإقامة معارض تثقيفية وندوات ومحاضرات لتوعية المجتمع بأهمية حفظ النعمة. منظومة عمل متكاملة خلال عام واحد: رئيس لجنة "إطعام" الرياض هشام الصغير قال: "إن إطعام تهدف لحفظ النعمة بالمقام الأول، قبل أن يكون الهدف توزيع الوجبات"، مبيناً أن الهدف ألا يكون هناك طعام زائد وذلك بنشر ثقافة حفظ النعمة في المجتمع وتصحيح المفهوم السائد الزيادة في الأكل من الكرم، حيث أن 30 - 40% من دخل العائلات السعودية يصرف على المواد الاستهلاكية، وأشار الصغير إلى أن العمل في حفظ الطعام الزائد وتوزيعه على المستفيدين بدأ اعتباراً من 1/4/2014م، حيث تم وحتى نهاية عام 2014م حفظ أكثر من 115 ألف وجبة وتقديمها للمحتاجين. وأكد رئيس لجنة "إطعام" الرياض على تقديم "إطعام" وجبات بمعايير عالمية للجودة من زائد الطعام الذي لم تلمسه الأيدي تراعي فيه سلامته ونظافته والقيمة الغذائية العالية ثم تعبئتها في علب خاصة تحفظها ويكتب على غلافها اسم الفندق ووقت التعبئة بالساعة ونهاية الصلاحية التي لا تتجاوز الأربع ساعات غالباً، ومن ثم نقلها بسيارة مزودة بأجهزة تبريد في درجة حرارة مناسبة، مرجعاً أسباب نجاح وتميز "إطعام" إلى التخصص والاحترافية والعمل المؤسساتي بهيكل تنظيمي متكامل وحرص إطعام على مشاركة المجتمع ببرامج حفظ النعمة. 80% من موظفي «إطعام» شباب وفتيات سعوديون دربوا للعمل بمعايير عالمية للجودة وبين الصغير أن "إطعام" تمتاز بأن 80% من موظفيها هم شباب وفتيات من أبناء الوطن يتم تدريبهم للعمل باحترافية من خلال دورات تدريبية، ومن ثم اختيار الأفضل وتوجيه كل متطوع وفق مهاراته وتكليفه للعمل أما في فريق التعبئة أو فريق التوزيع، ويتم ذلك تحت إشراف مدير التشغيل ومختصين في الجودة وسلامة الغذاء، كما أن فترات العمل تنقسم إلى فترتين الأولى وقت الظهر بالتزامن مع وجبات الغداء، أما الفترة الثانية تكون في وقت متأخر من الليل وذلك بعد انتهاء حفلات الأعراس سواء الرجالية أو النسائية. اتفاقيات مع الفنادق والقاعات لحفظ النعمة: من جانبه، أكد المدير التنفيذي ل "إطعام" الرياض عامر البرجس أن "إطعام" ومع دخولها العام الثاني تواصل تقديم خدماتها في حفظ الطعام الزائد بالإضافة إلى البرامج التوعوية في نشر ثقافة حفظ النعمة التي تقدمها لمختلف شرائح المجتمع، مشيراً إلى أنه بالرغم من قصر عمر الجمعية الزمني إلا أن عطاءها في تنام مطرد لا يفوقه إلا طموحات القائمين على الجمعية من مجلس الإدارة والعاملين في الإدارات والأقسام، مؤكداً بأن الجميع يسعى من خلال دوره إلى تحقيق رسالة الجمعية السامية وهي (حفظ النعمة مسؤوليتنا جميعاً). وعدّد البرجس المشاريع التي قامت "إطعام" الرياض بتنفيذها خلال العام الماضي لنشر ثقافة الوعي بحفظ النعمة، والمتمثلة في توقيع اتفاقيات مع عدد من الفنادق وقاعات المناسبات بغرض التعاون والشراكة لتفعيل برنامج حفظ النعمة وعدم إهدارها عن طريق تعبئة زائد الطعام وتوزيعه على المستفيدين، حيث تم التوقيع مع نحو 20 جهة شملت فنادق وقاعات مناسبات ومطاعم، كما وقعت "إطعام" مذكرة تعاون مع نحو 7 من الجمعيات واللجان الخيرية بغرض توزيع زائد الطعام على المسجلين بقاعدة بيانات تلك الجمعيات. وأشار المدير التنفيذي إلى مشاركة "إطعام" الرياض في أكثر من 12 فعالية خلال العام الماضي 2014م، منها المعرض السعودي الدولي للأغذية والمشروبات، ومهرجان الجنادرية 29، وملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي، ومعرض المسؤولية الاجتماعية، كما أطلقت "إطعام" في شهر رمضان الماضي حملة (أحفظها واكسب أجرها)، وأطلقت حملة (دام خيرك يا وطن) بمناسبة اليوم الوطني التي استهدفت ربات البيوت، كما نظمت "إطعام" فعاليات ورشة العمل (حفظ النعمة مسؤوليتنا) التي استهدفت أكثر من 250 معلمة. 80% من العاملين شباب سعوديون مراعاة السلامة والنظافة في تجهيز الوجبات تغليف الوجبات يوضح تاريخ التعبئة ومدة الصلاحية هشام الصغير