أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من المسجد الحرام إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم دون إتباعه ماهى إلا ادعاء محض لا يجاوز ترقوة مدعيها وإلا فأين المتكبر عن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وقد علم أن النبي صلى الله عليه وسلم خير من تواضع لله وأين الظالم من محبته صلى الله عليه وسلم وقد علم أنه صلى الله عليه وسلم أعدل الناس وأين الخائن وأين السارق والقاتل وغيرهم كثير، أوليس من الخيبة والخسران أن يكون الجماد والبهائم أعظم استحضارا لمقام نبوته صلى الله عليه وسلم من بعض البشر ذوي العقول والإفهام، فقد جاء عند مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إني لأعرف حجراً في مكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن). وأضاف فضيلته أنه إذا كان سلام الجمادات وحنينها إليه عليه أفضل الصلاة والسلام فاعجب من دخول النبي على حائط لرجل من الأنصار فإذا بجمل فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح دفراه : أي أصل أذنيه فسكت، فقال من رب هذا الجمل لمن هذا الجمل فجاء فتى من الأنصار، فقال لي يا رسول الله، فقال أفلا تتقي الله بهذه البهيمة التي ملكك الله إياها فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتديبه) أي تتعبه. وأشار فضيلته بأن المرء يستحي أن يستمع إلى تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم من قبل خلق غير مكلف، في حين أن نفوسنا قاصرة عن ذلك التعظيم الذي أودى بنا إلى التخاذل عن نصرته وحماية جنابه من الاستهزاء به والقدح في سنته وشرعه، فأي قسوة نودعها قلوبنا تجاه نبينا صلى الله عليه وسلم، فكيف يشتاق إليه من لا يحبه صلى الله عليه وسلم، وكيف يشتاق إليه من لم ينصره، وكيف يشتاق إليه من يستثقل أمره ونهيه، إنه لن يشتاق إليه إلا قوم سرى حبه صلى الله عليه وسلم في دمائهم وجرى في عروقهم وملك ألسنتهم وأفئدتهم حتى يقول قائلهم: فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام لن يضيره سخرية الساخرين ولا استكبار المعاندين فإن الله كفاه بذلك بقوله: (إنا كفيناك المستهزئين)، بل إن شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ذكر عن بعض السلف أنهم كانوا يتباشرون بتعجيل الفتح والعزة والتمكين إذا سمعوا الكفار يقعون في النبي صلى الله عليه وسلم ويستهزئون به لأن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم (إن شانئك هو الأبتر)، وهذه هى عاقبة كل من استهزأ برسول الله، {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ وإنما يضير ذلك الاستهزاء إيماننا به ويمتحن قلوبنا بالتقوى ويجعل فلاحنا أمة الإسلام مرهونا بتحقق قول الله سبحانه وتعالى: (فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).