دأبت إدارات معظم الأندية ولاعبوها وأجهزتها الفنية على الهروب عن الحقيقة والتسلح عند الخسارة باعذار مكررة وتصريحات مملة. ومع الاسف أن هذه الاعذار التي يتسابق معظم المراسلين على الإسراع بنقلها إلى صحفهم بعد كل مباراة يخسر فيها فريق (أ) من نظيره (ب) لا تخرج عن أحد أمرين لا ثالث لهما إلا في حالات نادرة.. الأول التحكيم ، وهو الموضة القديمة الجديدة ثم يأتي بعدها الحظ الذي لا يبرز كعذر إلا وقت الاخفاقات دون الاعتراف بأن هذا (الحظ) قاد أندية ومنتخبات لبطولات كانت لا تحلم بها كذلك الحال لأخطاء الحكم التي تساهم بين وقت وآخر في فوز أندية لا تستحق ذلك ومع هذا يجير منسوبوها الفضل إلى حنكة الإدارة وذكاء المدرب ودهاء اللاعبين ودعم أعضاء الشرف ووقفة الجماهير رغم أن كل هذه الأشياء قد لا تكون متوفرة لو لا أن للخسارة أباً واحداً وللانتصارات ألف أب. تصوروا أحد الإداريين عندما تواصلت اخفاقات فريقه وأصبح يتلقى الخسارة تلو الأخرى لم يجد تبريراً مناسباً لاخماد غضب الجماهير سوى القول إن فريقه لعب أمام الخصم والحظ في آن واحد ولا نعلم هل هذا الإداري يريد أن يلعب فريقه لوحده حتى لا يخسر ومن ثم تقوم الجماهير بتوجيه انتقاداتها الحادة للإدارة التي قد يكون لسياستها دور رئيسي في جميع الاخفاقات وضياع الطاسة!! كم هو مسكين الحكم ومعه (الحظ) فهما لو تكلما وبالذات الأخير لفضحا الكثير من (سياسات) إدارات الأندية الفاشلة التي دائماً يكون شعارها (العمل بعيداً عن النجاح) دون أن تعترف بأن الأدوات المتوفرة لديها لا تساعدها على التقدم خطوة واحدة إلى الإمام وأن كل ما تملك ليس سوى لاعبين مستهلكين وإدارة (عشوائية) في كل شيء وأعضاء شرف على غير وفاق وجماهير لا تريد استمرار الإدارة ومع هذا فإن الحظ والتحكيم هما أول من يتصدران قائمة التبريرات بهدف حفظ ماء الوجه ولو مؤقتاً أمام الجماهير التي سلاحها فقط الصبر وتصديق بعض الأعذار البالية من باب (التسلي) ومحاولة نسيان الانكسارات. ترى متى تتخلص إدارات الأندية وبالذات التي تعيش معظم الوقت أسيرة الاخفاقات بسبب سياساتها الإدارية الفاشلة من بعض التبريرات غير المنطقية.. لماذا لا تواجه جماهيرها بالحقيقة المرة.. أين المكاشفة والوضوح والصدق في التعامل.. مع الاسف غير متوفر لدى الكثير منها، ونحسب أن ذلك سيقودها إلى المزيد من التراكم في الاخفاقات وجلب الضغط والسكر لانصارها في كل وقت والسبب أنها تعرف الحقيقة ولكنها تتجاهلها بصورة فاضحة!! قدوة ولكن ب (المقلوب) صلاح السقا رجل أكاديمي كان له إسهامات في نشر الوعي تجاه النواحي النفسية المرتبطة بتطور وتراجع أداء اللاعبين بحكم تخصصه في علم النفس. جاسم الياقوت هو الآخر عضو بالاتحاد السعودي لكرة القدم... الأول حسب الزميلة صحيفة «الوطن» تلفظ بعبارات سيئة تجاه حكم مباراة فريقه أمام نجران على أرض الأخير واتهم بعض الحكام بتحديد نتائج المباريات أما الثاني فقد شن هجوماً لاذعاً ضد حكم مباراة القادسية والحزم في الرس رغم عضويته في اتحاد الكرة. إذا كان هذا الثنائي نعتبرهما بمثابة القدوة على اعتبار أن السقا يحمل مؤهلاً عالياً والياقوت عضواً في اتحاد الكرة ولجنة الاحتراف وتلفظا بعبارات مؤذية وحادة فماذا ننتظر من المشجع العادي والإداري صاحب الفكر الضعيف. المؤهل والمنصب أحياناً لا يدلان على الرزانة والتعامل بحكمة مع مختلف الظروف والترفع عن بعض الممارسات والتصرفات المرفوضة إنما يصيران ضمن الأمور الشكلية والمسميات فقط!! دعم بلا توقف اقناع فريق فالنسيا بطل الدوري الاسباني في العام الماضي بالحضور إلى المملكة والمشاركة في مهرجان حفل اعتزال النجم يوسف الثنيان نجاح كبير يحسب لرئيس نادي الهلال سابقاً وعضو شرفه الفعال الأمير عبدالله بن مساعد الذي رغم تركه العمل الرسمي إلا انه كان عند كلمته في سبيل ان يرى حفل تكريم أحد نجوم الكرة الآسيوية النور أمام أحد الأندية الأوروبية. وشتان بين عضو شرف يختلف مع النادي في وجهات النظر ويخالف رأيه الآخرون ولا يتخذ ذلك وسيلة للعداء ضدهم ومن ثم الابتعاد عن فريقه بل يواصل دعمه دون توقف وآخر يختار الهروب عندما يكون ناديه بأمس الحاجة إلى وقفته المالية والمعنوية ولا يشاهد إلا عبر أعمدة الصحف قبل المباريات المهمة وبعدها من أجل الظهور فقط!! [email protected]