على الرغم من أن خمس سكان العالم تقريبا يعيشون في الصين، إلا أن منتخب هذه البلاد لم يكن مرشحا للصعود إلى أدوار متقدمة في كأس آسيا لكرة القدم المقامة حاليا في استراليا رغم انه يتنافس مع جيران أصغر كثيرا في البطولة. لكن في واقع الأمر فان المنتخب الصيني ليس من الفرق القوية في البطولة الآسيوية، إلا أنه تأهل للنهائيات عندما احتل المركز الثالث في مجموعته وكان آخر فريق يتأهل للنهائيات متفوقا بفارق هدف وحيد على نظيره اللبناني. وأسعد صعود الفريق الصيني منظمي البطولة الذين يطمحون في الاستفادة المالية من انضمام أكثر من مليار مشاهد عبر شاشات التلفزيون لكن قليلين فقط توقعوا أن يتأهل الفريق لادوار متقدمة في البطولة. لكن وبعد أول جولتين أصبحت الصين المصنفة 96 عالميا لتصبح حديث البطولة بعد أن حققت فوزين مثيرين على السعودية وأوزبكستان وضمنت الظهور في دور الثمانية. وحاز الفريق الصيني بأسلوبه غير التقليدي والغريب أحيانا على إعجاب الملايين من مشجعي اللعبة الشعبية. ففي المباراة الأولى أمام السعودية سأل حارس المرمى الصيني وانغ دالي احد جامعي الكرة الاستراليين عن أي جهة يتوجه لإنقاذ ركلة جزاء للمنتخب السعودي. ونصحه الصبي بالاتجاه للجهة اليسرى وفعل الحارس ونجح في إنقاذ شباكه. وفي المباراة الثانية أمام أوزبكستان عوض الفريق الصيني تأخره بهدف إلى فوز 2-1 بمجهود فردي رائع من لاعبه البديل سون كي. ورغم أن البطولة لا تزال في دور المجموعات إلا أن لاعبي الفريق الصيني احتفلوا كثيرا وكأنهم أحرزوا لقبا ورقصوا وغنوا في غرف الملابس. وقال لاعب الوسط وو شي الذي اصطدمت به كرة دخلت مرمى فريقه في الشوط الأول قبل أن يحرز هدفا لفريقه في الشوط الثاني: "فزنا على المنافسين بفضل الروح والعزيمة القوية، سنحتفل بالطريقة الصينية". وقال مدرب الصين إنه هو الآخر سيحتفل بالفوز. وأضاف مدرب الصين الفرنسي الان بيران: "قدمنا مباراة جميلة للغاية، كان لاعبونا متوترين في البداية ودخل مرمانا هدف لكني سعيد جدا باستمرار لاعبينا في اللعب بأسلوبنا".