مع مطلع عام 2015م وفي زمن يسابق نفسه يعدو كالخيل في مضمارها، ليصل إلى أوج التطور والحضارة والتقنية أصبحنا نغوص في عالم رقمي المساحة بعيد المدى لا حدود له. إن التطور والثورة الحضارية التي نلمسها من حولنا تعدت لمفهوم أشمل وأعمق فقد لاقت المدن التي نقطنها ونبيت في أحضانها سكاناً نصيباً من هذا التطور والثورة الحضارية والتكنولوجية، فقد ظهرت خلال السنوات الأخيرة ما يسمى ب «المدن الذكية» حيث تبنى وتدار بطرق أخرى تواكب الحضارة والتكنولوجيا عبر أحدث وسائل التقنية والهدف من إقامتها بتعبير مبسط هو اسعاد السكان من خلال تقديم الخدمات لهم بأساليب مريحة وسهلة ومرنة. الاتحاد الأوروبي عرّف المدن الذكية بأنها تجمع بين المدينة والصناعة والمواطن معا لتحسين الحياة في المناطق الحضرية من خلال حلول متكاملة أكثر استدامة، ويشمل ذلك ابتكارات تطبيقية وتخطيطاً أفضل واتباع منهج أكثر كفاءة وطاقة وإبداع واتقان. ومما لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية ترسم خطواتها القوية لتكون احدى أبرز المدن الذكية في العالم إذ تعدت نسبة التحضر 80 بالمئة من سكانها وجاءت مباشرة في الترتيب الثاني بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية في الترتيب العالمي وفي هذا الخصوص أعلنت المملكة عن مشاريع مستقبلية خاصة بالمدن الذكية عبارة عن ست مدن اقتصادية. دوماً أتساءل: لم لا ينشأ في بلادنا مدن ذكية مدنية؟ ولم أجد إجابة في ظل توافر كافة الامكانات التي تضمن نجاح إقامة ولو مدينة واحدة ذكية بالمفهوم الحقيقي. فكرة إقامة مدن ذكية مدنية في المملكة وحتى أكون منصفاً حاضرة في طموح ورغبة المسؤولين، لكن من خلال متابعتي لهذا الملف أجد أن التوجهات حتى الآن لم تتعد استكمال وتطوير المشاريع لرفع كبرى المدن مثل مكةالمكرمة لتصبح مدناً ذكية، فلم لا نلتفت للمدن الصغيرة التي تملك المقومات ك «الموقع» مثلاً ونصنع منها مدناً ذكية؟ من نظرتي لخريطة المملكة العربية السعودية ومن منظور استراتيجي للموقع الجغرافي لمحافظة «المجمعة» - على سبيل المثال - يحدها شمالاً الزلفي والمنطقة الشرقية وجنوباً محافظة ثادق ومحافظة شقراء وشرقاً محافظة رماح ومن الشمال الغربي محافظة الزلفي، ومن الغرب محافظة الغاط، فهي نقطة صلة بين الشرق والخليج والوسط، وهذا عنصر مهم لنجاح إقامة مدينة ذكية. تقع مدينة المجمعة على بعد حوالي «180» كيلو متراً، شمال غربي الرياض على مسار طريق الرياض - سدير - القصيم السريع وتبعد عن القصيم حوالي «140» كيلو متراً، وعن حفر الباطن حوالي (300) كيلو متر وعن مدينة شقراء حوالي «85» كيلو متراً متوسطة مدن وقرى وهجر محافظة المجمعة، مما أكسبها مكانة استراتيجية كبيرة، بالإضافة إلى أن الطرق المعبدة التي تربطها بهذه المناطق تعتبر من الطرق الرئيسية الهامة في المملكة، ومن ضمن تلك الطرق الطريق الدولي الذي يربط المنطقة الوسطى بعدد من دول الخليج، وهو طريق «المجمعة - الكويت» (طريق الملك عبدالله) الذي يمر بمركز حرمة والأرطاوية وحفر الباطن انتهاء إلى دولة الكويت.