صدر حديثًا عن دار مدارك للنشر كتاب " أحلام يناير... خيبات ديسمبر" للكاتب والقاص علي زعلة. يحتوي الكتاب على عدد من المقالات التي يتأمل فيها زعلة قيمًا إنسانيّة ومعاني بالغة في التنوع والثراء. يقتنص الكاتب ما يشاهده الجميع من اليومي والمعتاد، ويأخذه ليرحل به وبالقارئ بعيدًا في رحلة تستكشف أعمق أسرار النفس الإنسانية، معتمدًا على معجمه اللغوي الواسع، واطلاعه الهائل على آداب وثقافات العالم. يتحدث عن المفاجأة قائلًا: "بعض المفاجآت يخلقك، يشكّل خارطتك من جديد، بعضها يعيد ترتيب حواسك، وترميم نظرتك للكون والحياة والناس، بعضها يعيدك إلى ذاتك، وكثير منها يجلو الصدأ ويرتق الفراغات." وعن الحياة المؤجلة يكتب: "لحظات التقاط الأنفاس، أصبحت هي الأنفاس، النظر إلى الساعة أكثر شيء نفعله كل ساعة، والأيام تمضي مسرعة كالبرق، تخطئ أحيانًا في تذكّر ما إن كانت الثالثة والثلاثين أم الرابعة والثلاثين بعد الأربعمئة وألف! تخطئ في عمر ابنتك أو ابنك، تنادي بعضهم بأسماء بعض، تشكّ في عدد السنوات التي قضيتها في وظيفتك، توقّفنا حتى عن الأحلام، يحدث أحيانًا أن تسمع أحدهم يقول إنه لفرط الإعياء نام واستيقظ دون أن يحلم!" وعن الكذب والحب يقول: "نكذب على نسائنا ونكذب على أحبابنا، يوهم العاشق محبوبته بأنها الأنثى الوحيدة في حياته، وأنها تختصر كل نساء العالم، وأنه لم يعد يريد من الدنيا سوى قربها والسكنى في أحضانها، بينما هو يتعطش إلى كل نساء العالم. مشكلة الكذب أنه يتراكم، ويتضاعف، ويترتب بعضه على بعض، وبمثل كرة الكذب المتعاظمة هذه، تهدم حيوات وتفشل علاقات رائعة كانت جديرة بالنجاح والاستمرار والخلود.. فقط لو استغنت عن الكذب!". صدر لعلي زعلة أيضًا: تضاريس الرخام (مجموعة قصصيّة)، الخطاب السردي في روايات عبدالله الجفري (نقد). وهو مذيع بالتلفزيون السعودي، يقدم برنامج "المتن والهامش" مباشرة على شاشة القناة الثقافية السعودية كل أسبوع.