رحم الله الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين فقد كان في حياته يحمل هم الثقافة بتراثها ومخطوطاتها وقد درس اللغة العربية فكان واحدا من فرسانها الذي لا يبارى ولا يجارى في ميدانها، لقد ودع الدنيا وغادر الحياة بعد أن وضع للتراث والثقافة عنوانا مثيرا، وسجل للغة العربية منطقا عذبا ولسانا فصيحا وكسب معها وفي ميدانها جولات كبيرة، ومحطات عالية البناء، شاهقة الارتفاع، وأصبح أحد رموزها العالية في مواطنها ومواقعها، لقد عاش الفقيد مخلصا في عمله وعطائه، رائدا من رواد المعرفة والتراث، أحبه قومه ومجتمعه نظير خلقه الجم وأدبه الفاضل وعلو كعبه في ميادين الثقافة والتراث وقد حصل على تكريمين الأول من قبل وزارة الثقافة والإعلام لمكانته العلمية والثقافية والثاني في مسقط رأسه عنيزة خلال مهرجان الثقافة الذي تقيمه الجمعية الصالحية ممثلة بمركز صالح بن صالح الاجتماعي بمحافظة عنيزة، ولا غرو أن يكرم فهو من أسرة فاضلة أنجبت للمجتمع نماذج مضيئة لتكون مصدر إشعاع علمي للأمة ولعل الفقيد أبا سليمان رحمه الله واحد من تلك المصادر المضيئة الرائدة متزامنا مع مكانة فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين غفر الله له في المكانة والسؤدد والفقيد يلتقي مع فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله أنهما أبناء عم (غفر الله لهما وجعل الجنة مثواهما). إنني على يقين أن مكانة الفقيد بين أوساط المثقفين ورجال الفكر والمعرفة لاشك عالية، ومحبته في نفوس عارفيه كبيرة، لقد شمخ أبوسليمان غفر الله له بعلمه وثقافته وحرصه على الحفاظ على المخطوطات التراثية وتضلعه الكبير باللغة العربية ومعرفته العميقة بنحوها وصرفها حتى صار مرجعا فيها، لم أكن على معرفة تامة بالفقيد لكنني أطلعت على جانب من سيرة حياته وكثيرا من المقالات التي كتبت عنه فصرت ألم بشيء من سيرته الكبيرة الشامخة بالعلم والمعرفة، رحم الله الدكتور عبدالرحمن العثيمين وأسكنه فسيح جناته وألهم أبناءه وأسرته وأشقاءه وعارفيه والوسط الثقافي والفكري الصبر والسلوان وجعل ما أصابه من مرض في حياته طهورا له وتكفيرا لسيئاته، رحمك الله أيها الفاضل ورفع درجاتك في العليين.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).