جميلة عمايرة قاصة أردنية صدر لها العديد من الاعمال القصصية آخرها كان مجموعة «الدرجات »، وعمايرة عضو هيئة تحرير مجلة تايكي تحاول ان تترك بصمات جديدة فيما تكتب من قصص، وفي بداية الحوار معها تحدثت عن جديدها على مستوى الابداع فقالت: ليس ثمة جديد ربما هو قديم لأنني بدأت كتابة نص جديد منذ اكثر من عام، قد يكون رواية لا أعرف، ولست في عجلة من أمري، لكي أعرف جنسه، ولست من المغرمين بالتصنيف، النص يعلن عن نفسه أخيراً بطريقته التي لا لبس فيها . مسابقة بين الفضائيات وقالت إن ما يطرحه شهر رمضان بالمقارنة مع باقي الاشهر كثير جدا، حيث تحتشد فيه المسلسلات الدرامية، والتاريخية، والعروض المسرحية، وتتسابق الفضائيات على بث المسلسلات التاريخية والثقافية، وهنا لا بد أن نشهد للزميل المبدع جمال أبو حمدان ولتميزه في حقل الدراما. صلاة التراويح تأسرني تقول جميلة عما يشغلها في رمضان: ربما هو الانشغال باعداد وتحضير المائدة قبل رفع الآذان مثل تحضير القطايف وعصير القمرالدين والسوس، والسلطات، ربما هذه كلها تأسرني، وخاصة صلاة التراويح، حيث تذهب نساء العائلة الى المسجد المجاور كل ليلة بعد الافطار لإداء الصلاة والأدعية. بساطة زمان وعما يميز «رمضان ايام زمان» قالت انه كان يتميز بالبساطة، والوجبات المتشابهة ذات المكونات البسيطة، الى جانب صوت المسحراتي الذي كان الناس وقت السحور ينتظرونه بصوته الجهور: «قم يا نائم، قم يا صايم »، وكذلك بقوله: «افطر يا صايم وأجرك على الله »، هذا كله اختفى لصالح الوجبات المتنوعة التي تنوء بها الطاولة، كما اختفى صوت المؤذن عبر مكبرات الصوت وقت الإفطار والسحور . مواقف طريفة وتحدثت عمايرة عن المواقف الطريفة التي حدثت معها قائلة: إنه وأثناء خروجي من العمل عند الثانية ظهراً في شهر رمضان، وكنت صائمة، وإذ بي أنحرف إلى «سوبر ماركت » قريب من الناحية، ابتعت زجاجة ماء، وأخذت أشرب بكل ثقة وهدوء، أخذ المارة ينظرونني شزراً وسط دهشتي، إلى ان انتبهت انني في حضرة الشهر الفضيل. وكنت قد نسيت الموضوع تماماً . وتحدثت بقصة أخرى: روت لي إحدى صديقاتي ان جدها العجوز كان ينفد صبره عند الساعة الثالثة عصراً، فيطلب عندها من عجوزه ان تخرج الى السطح، لكي لا يفوتها مدفع الأفطار، وكانت الساعة ما تزال الثالثة عصراً، وكانت عجوزه تمثل انها ذهبت للسطح، تغيب قليلاً ثم لا تلبث أن تعود. وتقول لعجوزها: أجل لقد «ضرب المدفع » كانت تخدعه بهذه الطريقة لأكثر من سبب. المشهد الثقافي والازدحام وقالت عمايرة عما يميز المشهد الثقافي في رمضان: رمضان يتميز بالازدحام في كل شيء، كأننا لا نأكل الاّ في رمضان ولا نشرب الاّ في رمضان، ولا نشاهد مسلسلاً أو قناة فضائية الاّ في رمضان، حتى الاعلام ينخرط في هذه الطقوس ثم يعود الى طبيعته بنهاية هذا الشهر. وكأنما كل شيء يبدأ في رمضان وينتهي بنهايته وهذه مشكلة. أقرأ «انجيل الابن» وتحدثت عن القراءات فقالت: الكتاب المفضل لدي، هو الذي يجعلني أقرأه حتى آخر صفحة، بغض النظر عن نوعه أو موضوعه. أقرأ الآن في رواية مترجمة للأمريكي «نورمان ميللر»، بعنوان «انجيل الابن»، وهي رواية آسرة من وجهة نظري، كونها تشتغل على جانب أنسنة السيد المسيح وجعله كائناً أرضياً بامتياز، أو على الأصح أنسنة السيد المسيح بجانبه «الأرضي الانساني». رواية قد أعيد قراءتها للمرة الثانية دون ملل وهي صدرت مؤخراً عن دار أزمنة في عمان.