برع الدكتور إبراهيم المطلق في إعداد تقريره عن حلقات تحفيظ القرآن الكريم، والذي أعده بشكل مفصل، وبذل فيه مجهوداً لا يخفى على من يقرأه، حيث شمل التقرير اكتشاف تنس طاولة في قبو مسجد، ولوحة إعلانية عن بدء استئناف العمل في إحدى حلقات التحفيظ، وخلص في نهاية تقريره الذي لم يترك حتى الغرف الموجودة في مؤخرة أحد المساجد إلى طرح اسئلة استفزازية استعدائية على جمعيات التحفيظ بمثل قوله « اؤكد أن هذه الكلمة تشكل خطراً كبيراً وتقرر وجود فكر منحرف ربما امتدادا لفكر التكفير او الخروج» فأصبحت كلمة التكفير والخروج شماعة يعلق عليها كل من أراد أن يهاجم المؤسسات الدينية بمقالاته وكتابته بالرغم من وضوح هذا الأمر ونبذ أصحاب فكر التكفير من جميع فئات المجتمع ولن يكون لهم مكان بيننا -بإذن الله- بل سخر الدكتور المطلق من فتية القرآن بقوله «فتية القرآن» هم فقط الذين سوف يضيئون سماء أمتنا» طبعا جاء تقرير الدكتور المطلق في جريدة «الرياض» العدد 13619 بتاريخ 4/9/1426ه، ويأتي هذا التقرير مع إهلالة شهر القرآن والرحمة والغفران، ليضرب به الدكتور المطلق خاصرة جمعيات القرآن الكريم، فبدلا من أن يدعو الناس للانضمام لحلقات التحفيظ لتلاوة الكتاب العظيم والقرآن الكريم، دبج تقريره المشكك في نوايا القائمين على الحلقات وأماكن التدريس فيها بقوله: «وهل كل شخص من القائمين على مثل هذه الأنشطة مكان الثقة المطلقة». وأنا أسألك يا دكتور من هو الشخص التي يمتلك الثقة المطلقة؟ هب أن تلك العبارة التي قرأتها في لوحة الاعلانات خطأ وأن الدعوة لنشاط في أي حلقة خطأ، فلماذا لا توضح وجهة نظرك لمشرف الحلقة او تزور الجمعية وتشرح لهم خطأ هذه العبارة او تلك، أليس الدين النصيحة؟ وأنا اقول بكل تأكيد انهم سيرحبون بآرائك واقتراحاتك خاصة وانك دكتور اكاديمي في جامعة عريقة، إذاً فلماذا يا دكتور لوحات الاعلانات والعبارات المكتوبة فيها كل هذه التأويلات وحشرت الإرهاب والتكفير في تلك العبارة؟ أم أنها فرصة سنحت لك لتستغلها وتكتب هذا التقرير؟! لماذا يا دكتور ظننت بإخوانك في تلك الحلقة او غيرها كل هذا الظن والصقت بهم التهم وشككت فيهم وكأنهم من عالم آخر وتقول «سبحان الله ما أجرأ القوم» فمن هم القوم؟ أليسوا جماعة مسجدك او إخوان لك في أي مسجد آخر؟ ألم يكن الاجدر بك وانت الاستاذ المربي ان تسأل عن معنى تلك العبارة؟ فقد يكون المقصود بها ظلمة المعصية فإن للمعصية ظلمة كما قال سبحانه : «كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون»، وبما ان للقرآن ضياء فإنه يمحو هذه الظلمة ولا أحد معصوم من المعاصي والذنوب، وأمر آخر وهو لماذا لم تمتثل قول الحق سبحانه وتعالى الذي أنزل القرآن في شهر رمضان عندما قال سبحان: «يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا» فلماذا تظن بهم هذا الظن الذي لا يليق بهم ولا بغيرهم؟ ولماذا لم تكلف نفسك عناء السؤال عن معنى العبارة التي أزعجتك كما سألت عن طاولة التنس والحاسب الآلي ثم تناقش إخوانك في الجمعية عن مدى صلاحيتها ووضعها بهذا الشكل في المسجد بدلا عن التشهير بهم والتشكيك فيهم، أو تطرح عليهم عبارة غير هذه تحث المصلين للالتحاق بحلقات التحفيظ، ومع هذا فأنا أنبه اخواني في الجمعيات على البعد عن كل ما من شأنه يثير الجدل والتهمة للحلقات، وأن يضعوا في حسبانهم أن هناك حملة عالمية كما واضح في وسائل الإعلام على هذه البلاد لأنها تمثل قدوة العالم الإسلامي ومهبط الوحي وبها الحرمان الشريفان، ويستهدفون بالأخص الجمعيات الخيرية والسعي في إغلاقها كما فعلوا ببعضها حتى اصبح بعض أبنائنا صدى لما يتردد في أورقة الإعلام الغربية، بل وصل الحال ببعضهم أن صدقهم واصبح يردد ما يقولون، وهذا لا يعيننا أن نتناقش ونتبادل الحوار ونبحث عن سبب مشاكلنا ونعالجها، ونحاول ان نقدم افضل خدمة لمجتمعنا، واخيرا فأنا لا ابريء احدا من الخطأ سواء الجمعيات الخيرية او غيرها لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، ولكن ستبقى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وغيرها من الجمعيات الخيرية مشعل هدى ونور، ولها المكانة العالية في قلوبنا وقلوب أبنائنا، يقول المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه فخيارنا من تعلم القرآن وعلمه بنص كلام رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فالواجب علينا جميعا ان نقدم العون و المشورة لإخواننا في الجمعيات الخيرية وأن ندعمهم بالمال والرأي لأنهم بعد الله يحفظون أبناءنا من الانحرافات السلوكية و الأفكار الهدامة وأكبر دليل على ذلك أن طلاب حلقات القرآن الكريم من أفضل الاشخاص سواء على مستوى مساجدهم واحيائهم أو علي مستوى المدارس وقد أثبتت دراسة ان المتفوقين في المدارس طلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم بسبب بركة حفظهم لكتاب الله.