مثير جدا هذا النصر، بعد أن حقق لقب الدوري الموسم الماضي بأرقام مميزة، هاهو ينهي الدور الأول من مشوار حفاظه على لقبه بحصاد نقطي أفضل، 34 نقطة من 13 مباراة معتليا الصدارة بفارق جيد عن أقرب منافسيه (الأهلي) بلغ خمس نقاط، عصر الجمعة أكد (فارس نجد) أنه المرشح الأكبر للفوز بالدوري، بعد أن جمع ست نقاط من منافسين مهمين (الهلال والشباب) وسط أداء فني رفيع، وما شاهدنا من رغبة حقيقية وجهد كبير لتحقيق الفوز على الشباب يؤكد أننا أمام حالة مختلفة ربما تكون أكثر تطورا عن العام الماضي؛ لدرجة بلغت أن لا يحتفل رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي بالهدف الثالث مفضلا حثّ لاعبيه على مواصلة الهجوم حتى الوصول للرقم خمسة!!. فريق كرة القدم مكون من إدارة ولاعبين وجهاز فني، نجوم (العالمي) هم الأفضل اليوم ومنذ الموسم الماضي، غير أن ما تقدمه إدارة فيصل بن تركي يمثل العنصر الأهم في توفير المتطلبات، ومعالجة المشكلات الطارئة، والقرب من اللاعبين، والتواجد معهم في كل المباريات داخل وخارج الرياض، والحفاظ على توازن المجموعة، وبثّ روح الحماس فيهم وحلّ أزمة انعدام الثقة في المدرب كانيدا، النقاط كانت تتحقق مع الإسباني والصدارة كانت (صفراء)؛ لكن الطموح العالي الذي سيطر على كل النصراويين، ورغبتهم في مشاهدة فريق هجومي ممتع يقرن أداءه بالنتائج الإيجابية هو ما دفع إدارته للتدخل واختيار الوقت المناسب لتغيير الجهاز الفني، نُضج كبير في تعامل النصراويين مع فريقهم، وفي طرق معالجة مشاكلهم، وعلاقتهم بالمنافسين ومع الإعلام، إنهم يعملون بطريقة مثالية جعلت اسمه مقترنا بكل ما هو إيجابي. "أزمة" كانيدا وعلاقته غير الجيدة باللاعبين مثّلت اختبارا صعبا نجحت الإدارة في تجاوزها بامتياز، وسيكون لفترة التسجيل الشتوية قرارات مهمة منتظرة على صعيد الأجانب الذين يعد النصر الأقل استفادة من خدماتهم. عاد النصر للمتعة وعادت جماهيره لتسطير لوحاتها الفنية المميزة، وأهازيجها اللافتة، أمام الشباب أثبت أنه الأفضل، وأن خسارته لبطولة السوبر بداية الموسم لم تكن مستحقة؛ بل كانت نموذجا لمباراة جمعت فريقين أحدهما يلعب والآخر يكسب الشباب في وضع فني غير جيد، نجومه مطمع عدد من الأندية، ورئيسه أقرّ بصعوبة تحقيق شيء في المستقبل القريب وما فعله حارسه وليد الذي رأى أن اختياره القرار الأسهل بإبعاد كرة للخارج أمام مضايقة حسن الراهب نقيصة فلجأ للعب بالنار ثم استقبل هدفا ثانيا قتل ما تبقى من حماسة لدى زملائه في العودة، قبل أن يسجل النصراويون الثالث ربما عكس واقع الحال الشبابي، الأخطاء واردة لكن وليدا هو حارس المنتخب وخطأه يندرج تحت بند الاستهتار وعدم احترام المنافس وهو ما لا يليق بنجم نعول عليه كثيرا في كأس أمم آسيا.