في مقابلة تلفزيونية طريفة عاد عبدالباري عطوان لسياسته الإعلامية التي نجح من خلالها عندما التقى بزعيم القاعدة أسامة بن لادن، وأصبح بتلك الفترة منصباً نفسه شبه المتحدث الرسمي لهذا التنظيم الإرهابي. وفي موجة تغنيه بهذا الماضي، يذكر في جلسة حوار أن أحد المشايخ بالخليج عرض عليه الملايين لكي لا يقول عند ظهوره الإعلامي "الشيخ أسامة بن لادن"، ورفض أخونا عطوان حسب قوله الملايين، وبطبيعة الحال هذه تسمى "طرفة" إعلامية، لإعطاء نفسه وهجاً إعلامياً بعد انحسار الضوء عنه مؤخراً، لظروف توقف الدعم عنه من جهات لا تخفى على الكثيرين!. المقابلة التلفزيونية التي أشرت لها في بداية مقالي، عاد من خلالها عطوان للحديث عن الإحراج الذي يواجهه مع قيادات التنظيم الإرهابي "داعش" فيما يتعلق بالمسمى الرسمي الذي يعاتبون فيه عطوان عندما يظهر بالمقابلات التلفزيوينة ويذكر فقط تسميتهم داعش، فهم حسب قوله يريدون أن يتعامل معهم بمسمى "الدولة"، هنا الأمر لا يعنيني بصراحة، لأنه صورة كربونية من مسمى الشيخ والملايين التي ذكرها، ولكن التصور الذي يحاول أن يكرسه هو والعديد من الإعلاميين الذين لهم أهداف معروفة، مسألة علاقة تنظيم داعش بالمواطن السعودي!. عبدالباري عطوان كرر مؤخراً وبمقابلات تلفزيونية استفزازية مسألة أن السعودية من خلال جيشها، لا تستطيع مواجهة داعش بحرب على الأرض، ليس لأسباب لوجستية أو قوة الطرف الآخر أو غيره من الأسباب المتعلقة بالاستراتيجيات العسكرية، ولكن السبب الطريف والانتهازي والكاذب الذي يحاول عطوان أن يمرره لأجهزة الإعلام الغربي خصوصاً، أنه إذا حدثت أي مواجهة بين الجيش السعودي وداعش، سينضم نصف هذا الجيش إلى تنظيم داعش الإرهابي!، لأن الفكر الوهابي السعودي "حسب قوله" هو الأهم وهو العقيدة التي تجعل من السعوديين يدعمون داعش!!. كلام طريف بطبيعة الحال، وغير مستغرب من "بوق" إعلامي كعطوان، ولكن لماذا أثارني هذا الأمر ولفت انتباهي، رغم أن خزعبلات عطوان وظهوره التلفزيوني المتكرر لا جديد فيه، السبب أن لازلت أتساءل، لماذا لا يوجد لدينا المتحدث الإعلامي "غير الرسمي" الذي يستطيع نقل الصورة الصادقة بصورة واقعية وبعيدة عن الرسمية. نجحنا إعلامياً في وجود قنوات فضائية لها مكانتها بجهود شخصيات سعودية، بمجالات إعلامية متنوعة، سياسياً وفنياً واجتماعياً، وما مجموعة ال MBC وخصوصاً العربية وقنوات روتانا واوربت وال ART إلا خير دليل على ذلك، ولكن أين نحن من وجود الإعلامي الذي يحقق الهدف من تواجده ولا يكون مرتبطاً ظهوره بأي صفة رسمية، للأسف لا يوجد لدينا المعلق السياسي النجم، الذي من الممكن أن يغنينا عن مئات البرامج والبيانات، الكفاءات موجودة ولكن الفرص بالنسبة لها محدودة، مللنا الظهور الباهت للكثيرين، نحتاج لوجود نجوم فضائيين بالشأن السياسي، نفتقد هذا الأمر كثيراً، نفتقد للمحلل السياسي المؤثر مع احترامي للموجودين، من المؤسف أن نترك الساحة خالية لعطوان وأمثاله، لابتزازنا أو تأليب الآخرين علينا!!.