لعل أهم ماتميز به القرن العشرون وخاصة في أواخر سنواته هو التقنية بجميع أشكالها وصورها. فقد استطاع الإنسان في ذلك القرن ان يقتحم أسرار الطاقة والاتصالات والفضاء والتعليم والتغذية من أجل رفاهية الإنسان. فما الجديد الذي ينتظره الإنسان في هذا القرن، القرن الحادي والعشرين. إن الأسواق مليئة بالمنتجات التقنية التي ترسم لنا حياة جديدة ومختلفة، كما أن الأبحاث العلمية تؤكد أن هناك الكثير من المنتجات التقنية الجديدة التي لاتزال في طور التطوير ولم تخرج للاستهلاك حتى الآن!. ويقول أحد المسؤولين في شركة تدرس اتجاهات المستقبل في بريطانيا: «إن المنتجات موجودة دائماً وباستمرار، ولكن ليس لدينا الوقت لفهمها والاستفادة منها بالكامل، فالإنترنت مثلاً هو أحد الأمثلة على القفزات التقنية الرائعة، ومع ذلك لم يبدأ الناس باستخدامه بالطريقة الصحيحة إلا منذ وقت قريب. ويضيف قائلاً: «في المجالات الدائمة التغير والتطور مثل الحاسب وغيره، فإن هناك اكتشافات جديدة كل يوم. فمن أحدث التقنيات التي يتوقع وجودها في الأسواق قريباً (هاتف - ساعة) (watch phone) وهو مثل الساعة إذ يمكن وضعه حول المعصم، ويزن 39 غراماً، ويتميز بكل صفات التليفون النقال، مثل طلب الرقم بواسطة بصمة الصوت. ويعتبراليابانيون في طليعة المجددين في مجال النسيج، فقد قاموا باختراع جوارب نسائية مزودة بفيتامين سي، وعند احتكاك الجوارب بالجسم يتسرب الفيتامين إلى البشرة. ويتوفر هذا المنتج حالياً في الأسواق اليابانية، ويعده اليابانيون من أهم الاختراعات التي تجعل التقنية الحديثة مفيدة في حياتنا اليومية. ولم تكتف التقنية بإصدار المبتكر والجديد من أدوات الرفاهية، بل هي تتجه اتجاهاً جديداً إلى تشجيع الإنسان للمحافظة على صحته والاعتماد على ذاته في علاج نفسه دون اللجوء إلى الأطباء، وقد اوردت الصحف البريطانية مؤخراً أن الأبحاث والتقنية الامريكية قد انتجت آلات وأدوات طبية رائعة الصنع لمساعدة الإنسان على التمتع بصحة جيدة دائماً. وذكرت الأبحاث ان مهندسين وأطباء في مركز صحة المستقبل بنيويورك يقومون بتصنيع منتجات للعناية بالصحة يمكن اقتناؤها في المنزل. ومن احدث هذه التقنيات فرشاة أسنان تسمى الفرشاة الذكية، حيث تقوم بقياس مستوى السكر في الدم والكشف عن الجراثيم والبكتيريا الموجودة في الجسم. وهناك أيضاً الضمادة الذكية أو اللفافة الذكية التي تتعرف فوراً على نسبة الجراثيم في الجروح، وتحدد أي نوع من المضادات الحيوية سيكون الأفضل للقضاء على هذه الجراثيم. وهناك جهاز طبي جديد لم يتوفر بعد في الأسواق، لكن من المحتمل تصنيعه في المستقبل. وهذا الجهاز هو جهاز يمكن وضعه في الجيب او تعليقه على الحزام، ويقوم بإعلام صاحبه عن حالته الصحية عن طريق سماعة صغيرة توضع في الأذن ومعها لصاقة توضع على الجلد. ويؤكد احد الباحثين ان كل المعدات الموجودة في غرف العناية المركزة يمكن تبسيطها لتناسب الاستخدام الشخصي، وهذا ما تسعى التقنية الحديثة إلى تقديمه في المستقبل القريب. ويتوقع مركز صحة المستقبل ان الانسان سيعتمد كلياً على هذه الاجهزة التقنية في المستقبل. ولعل العائق الوحيد الذي يؤخر خروجها للاستعمال الواسع هو محاولة تبسيطها للاستخدام الشخصي بالإضافة إلى تخفيض اسعارها لتناسب جميع الافراد. لقد بدأت التقنية الحديثة بشق طرق جديدة للمخترعات الجديدة. فهي تحاول اليوم منع المرض قبل وقوعه وكأنها تشير إلى أن الوقاية خير من العلاج. كما ان التقنية في هذا القرن سوف تتوجه الى مصلحة الإنسان والاعتماد على نفسه، وخاصة في علاج امراضه دون الاعتماد على تشخيص الاطباء او الانتظار طويلاً في عياداتهم او الحجز بالشهور من اجل المعالجة.والله تعالى أعلم،،،