أطفال يقتلون في مذبحة في باكستان، ورهائن يحتجزون في استراليا، وتفجيرات وأعمال وحشية هنا وهناك، وفي كل مرة أول أصبع اتهام يشير إلى الإسلام والمسلمين وتتناقله وسائل إعلام كثير منها مغرض يسعى للحصول على كل ما فيه نيل من الإسلام وأهله وربطه دائما بالغلو والتطرف والإرهاب... فماذا يا تُرى نحن فاعلون والمياه تجري من تحتنا والغرق يهددنا. في عالمنا العربي والإسلامي اليوم نحن في أمس الحاجة إلى تحسين الصورة واستثمار كل وسيلة إعلامية تقليدية أو حديثة لمساعدتنا في الخروج من قفص الاتهام وإظهار الاسلام والمسلمين بصورتهم الحقيقية التي تستمد واقعها من موروث صائب يعطي الإنسان حقه ويراعي الأديان والمعتقدات. دين وسطية لا يقر بالعنف والوحشية أسلوباً لتحقيق الغايات. خططنا ورؤيتنا المستقبلية لتغيير الصورة السوداوية عنا لا يمكن لها أن تُؤتي اُكلها في يوم وليلة، ولا يمكن لها أن تترك الأثر المطلوب دون التسخير والاستفادة من كل مصادر العلوم والمعارف ورجال الفكر وقادة الرأي آخذين في الاعتبار كل من سنوجه إليه رسائلنا من جميع الشرائح ومع كل الفئات العمرية. الخيار أمامنا صعب، فإما مواجهة منظمة وخطط مدروسة للتصدي لكل فكر ضال ولكل اتهام مغلوط، أو فتح المجال للمغرضين والكارهين للقيام بدورهم المعادي لنا وتحقيق ما يرمون إليه من خطط تنال من الإسلام والمسلمين وتظهرهم في صورة تكسبهم عداء العالم أجمع. وعلينا أن لا نغفل عن حقيقة أخرى وهي أن جزءاً مما تنشره وسائل إعلامنا ويشارك فيه كتابنا وإعلاميونا من آراء ونقاشات يؤدي في النهاية إلى إثراء ثقافة الانحطاط في الفكر والسلوك مما يثري رؤى وتوجهات الأعداء ويقدم لهم مادة قد لا يتمكنون من الحصول عليها بأنفسهم أو عبر وسائلهم. بالأمس كانت حدود الانتشار والتواصل محدودة الآفاق واليوم يقول الواقع إن وسائل التواصل وطرقه وحدوده لا يمكن قياسها ولا التكهن إلى أي حد يكون أثرها. مع كل هذا لا نزال نكرر السؤال: هل من رؤية صائبة لإظهار واقع الإسلام والمسلمين المشرف، أم أن وسائل إعلامنا شُغلت بخلاف ذلك وانطبق عليها قول (نعيب زماننا والعيب فينا..). المعلومات تشير إلى أن لدينا في فضائنا العربي 120 قناة دينية، وهو عدد كبير بدون شك ولكنه صغير في أثره ورؤيته. الغالبية العظمي من هذه القنوات شغلت نفسها بالترويج والدفاع عن مذاهب ومعتقدات وشخصيات بعيداً عن روح الإسلام الحقّة. سنظل في قفص الاتهام طالما جَنّدت الكثير من قنوات تواصلنا مع الآخر نفسها لخدمة أهداف وتوجهات بعيدة عن روح الإسلام وموروثاتنا التي بدونها لن تكون لنا عزة بين الأمم.