أكد استشاري علم الأوبئة والأمن الدوائي، عميد كلية الصيدلة بجامعة حائل ، الدكتور ثامر بن مسند الشمري أهمية " التيقظ الدوائي " في توعية المجتمع عن مأمونية الأدوية .. وقال في تصريح ل "الرياض" إن مهمة مراقبة الأدوية عملية تكاملية بين هيئة الغذاء والدواء والمختصين الصحيين والمجتمع، مؤكداً أنه لا تستطيع أي جهة من هذه الجهات العمل بمعزل عن الجهات الأخرى. وأشار د. الشمري إلى أن للمجتمع دورا كبيرا في تفعيل وتطبيق مفهوم التيقظ الدوائي وشرح ذلك بقوله إن المريض هو من يستطيع اكتشاف الأعراض الجانبية للأدوية عند التعرض لها، وللحد من تلك الأعراض فواجب المريض ان يخبر الطبيب او الصيدلي عن الأعراض التي ظهرت عليه عند تناول دواء معين، بغرض العلاج أو الوقاية . وأوضح أن المريض يستطيع ان يتواصل مع المركز الوطني للتيقط الدوائي للإبلاغ عن اي عرض جانبي للأدوية أو أي مشاكل تتعلق بالأدوية، ويتم ذلك إما بالاتصال الهاتفي أو عن طريق أرسال الأعراض أو المشاكل عن طريق موقع المركز في الإنترنت حيث اوجد المركز موقعا خاصا ونماذج خاصة للمرضى تتعلق بالإبلاغ عن الأعراض الجانبية للأدوية ومشاكلها. فلكل دواء فوائد يستخدم لأجلها وبنفس الوقت له أعراض جانبية تتراوح ما بين البسيط والخطير. ولفت إلى أن مساهمة المرضى برصد الأعراض الجانبية أهم مرحلة حيث إن المريض هو من يستطيع ان يحدد مدى قوة العرض الجانبي وايضا وصفه بشكل دقيق مما يساعد على منع اي عرض جانبي في مراحله الأولى والتي قد تساهم في الحد منه والتنبيه عنه. فقد تم منع بعض الأدوية وسحبها من السوق بناء على تقارير عن اعراض جانبية ارسلت من قبل المرضى. وأوضح د. الشمري أن التيقظ الدوائي من العلوم الحديثة بمصطلحه والقديم بوجوده حيث عرف منذ بداية وجود الأدوية ولكن لم يتم بلورته كعلم الا في السنوات الماضية. ويعرف التيقظ الدوائي بأنه مجموعة من الأنشطة المتعلقة بكشف ,وتقييم وفهم ومنع حدوث الأعراض الجانبية الضارة او اي مشاكل متعلقة بالأدوية. وبدأ الاهتمام به في عام 1961 بعد بسبب دواء الثاليدومايد، الذي كان يستخدم وقتها من قبل الحوامل ولم تكن هناك معلومات عن مأمونيته في الاستخدام، ولكن الدواء سبب اكثر من 10,000 حالة تشوهات عند الأطفال مما ادى إلى منعه من الاستخدام. وقال الشمراني د.الشمري إن مهمة التيقظ الدوائي هي متابعة الأدوية بعد تسويقها حيث إن بعض الأعراض الجانبية قد لاتظهر إلا بعد استخدام الدواء من قبل عدد كبير من المرضى، وبعض تلك الأعراض قد تكون طفيفة أو نادرة، وعند ظهور تلك الأعراض يجب أن يتم وضع الخطط لتفاديها من قبل المرضى. وكذلك من مهام التيقظ الدوائي دراسة ومراجعة مأمونية الأدوية بناء على الدراسات التي تجرى عليها حيث ان معلومات المأمونية لاتكون معروفه بشكل كامل عند تسويق الدواء، وقد يتم سحب الدواء من الأسواق بسبب عرض جانبي يؤثر على حياة المرضى مثلما حدث مع العديد من الأدوية ، مثل دواء فيوكس ، المسبب لأمراض القلب.