الجهاز الهرموني * يتحدث البعض عن الجهاز الهرموني في جسم الإنسان والتوازن الأعظم مقارنة ببقية أعضاء جسم الإنسان وأجهزته، فكيف يختلف ذلك الجهاز عن بقية أجهزة جسم الإنسان؟ -تتجلى عظمة الخالق في كل عضو من أعضاء جسم الإنسان وفي كل جهاز من أجهزة جسده. ولكن يعتبر الجهاز الهرموني من أكثر أجهزة الإنسان تعقيداً ودقة وتوازناً. فهو يتكون من عدد من الغدد الصماء وهي الغدة الدرقية والغدة الكظرية وغدة البنكرياس وغدة الخصية وغدة المبيض، وجميع هذه الغدد تحت تحكم غدة واحدة هي الغدة النخامية التي تعتبر قائدة لهذه الغدد جميعاً. فهرمونات الغدة النخامية تزيد من إفرازها عندما ينخفض إفراز الغدد الأخرى، فمثلا الهرمون المتحكم بالغدة الدرقية المفرز من الغدة النخامية يرتفع مستواه إذا كان هناك قصور في هرمون الغدة الدرقية نفسها، وكذلك الحال بالنسبة للهرمون المتحكم بالغدة الكظرية المفرز من الغدة النخامية فإن مستواه يزداد إذا كان هناك قصور في نشاط الغدة الكظرية نفسها، والعكس صحيح فإذا كانت هناك زيادة في إفراز هرمونات الغدد الصماء فإن الهرمونات المتحكمة بها والمفرزة من الغدة النخامية تخفض من مستواها. وينطبق هذا الأمر أيضاً على هرمونات الذكورة والأنوثة المفرزة من الخصية والمبيض فهي الأخرى تحت تحكم الغدة النخامية والهرمونات المفرزة منها جزئيا. وينطبق الحال أيضا على أملاح الدم ومستوى السوائل في الأوعية الدموية وغيرها فهي الأخرى تحت تحكم بعض هرمونات الغدد الصماء. وخلاصة القول أن هناك توازنا مثاليا لهذه الهرمونات في جسم الإنسان مما يعكس توازناً مثالياً لوظائف جسم الإنسان الحيوية عامة. ويختلط الأمر عند البعض بين مفهوم الغدد الصماء والغدد الأخرى مثل الغدد اللمفاوية والغدد العرقية والغدد الدمعية والغدد اللعابية. وجميع هذه الغدد ليست صماء وذلك لأن لها أنبوبا تفرز منه إفرازتها ولكن الوضع مختلف في الغدد الصماء لكونها تفرز إفرازاتها من غير أنبوب. الغدد الصماء * ماهي المادة التي تفرز من الغدد الصماء والتي تسمى هرمونات وماهي آلية عملها؟ - إن الغدد في جسم الإنسان متعددة، منها اللعابية وهي الغدد التي توجد في الفم والمسؤولة عن إفراز اللعاب ومنها اللمفاوية وهي الغدد المنتشرة في جسم الإنسان عامة وتفرز المادة اللمفاوية التي تعتبر من خطوط المناعة ووسائل الدفاع عن الجسم من الميكروبات المختلفة، وهناك الغدد الدمعية وهي المسؤولة عن إفراز دمع العين، وهنالك الغدد العرقية المسؤولة عن تعرق الجلد والتي من فوائدها خفض درجة حرارة الجسم. وجميع الغدد السابقة تفرز موادها وإفرازاتها عبر قنوات أو أنابيب معينة، بينما الغدد الصماء تفرز موادها التي تعرف بالهرمونات مباشرة في الدم ولذلك سميت بالغدد الصماء. والهرمون وهو المادة المفرزة من الغدد الصماء عبارة عن مادة كيميائية تحدث نشاطا معينا ومؤثرة بذلك على أعضاء أو أنسجة في جسم الإنسان قريبة منها أو بعيدة عن مكان الإفراز. والهرمون عبارة عن مادة بروتينية تتكون من أحماض أمينية، ويتكون الهرمون بصيغته النهائية عبر سلسلة من التفاعلات الكيميائية حتى يحصل الجسم على المكون النهائي الفعال والنشط من هذا الهرمون. وتستطيع الغدد الصماء خزن أو تكوين هذه الهرمونات وإنتاجها داخلها وبالتالي إفرازها حسب حاجة الجسم. اضرابات الغدد الصماء * ماهي اضطرابات الغدد الصماء سواء ارتفاعها أو انخفاضها؟ - وتنقسم أمراض الغدد الصماء في مجملها إلى أمراض بسبب زيادة إفراز هرمون أو نقص إفراز هرمون، ويكون المسبب لذلك خلل جيني أو مرض وراثي أو علة مكتسبة أو علاج خارجي. كما أن أعراض أمراض الغدد الصماء تحدث من جراء ذلك النقص في الإفراز أو بسبب تلك الزيادة في الإنتاج. ويحتاج الأمر في الحالتين إلى طبيب متخصص في أمراض الغدد الصماء يعيد ذلك التوازن الهرموني المختل إلى استقراره. مستقبلات الهرمونات * ما المقصود بمستقبلات الهرمونات التي يتحدث عنها أطباء الغدد الصماء؟ - المستقبلات عبارة عن بروتينات معقدة التركيب وصغيرة الحجم، يأتي الهرمون المفرز من الغدد الصماء محمولا في الدم على بروتينات خاصة وحينما يصل إلى الخلايا يجد المستقبلات الخاصة به في استقباله ولأن تركيبة الهرمون الكيميائية وخواصه الفيزيائية تتلاءم مع تركيبة المستقبلات الخاصة به فإنه يحدث ارتباط بينهما يشبه تجانس المفتاح والقفل الخاص به، ونتيجة للارتباط الكيميائي الذي يحصل بين الهرمون ومستقبله تحدث بعض التغييرات في الخصائص الفيزياية والابعاد الثلاثية للمستقبلات وكذلك تغير في بعض خصائصا الكيميائية وهذا يودي إلى تغيرات وتفاعلات معقدة في عدة بروتينات داخل الخلية تؤدي في النهائية إلى حدوث الفعل المتوقع من الهرمون. الوزن الزائد * ما تأثير الوزن وتأثيره على مفصل الركبة؟ - لا شك أن للوزن الزائد تأثير سلبي على الجسم عامة، ولكن ما تأثيره على مفصل الركبة مثلا. فمثلا إن زيادة كيلوجرام واحد في الجسم ينعكس تأثيره 4 أضعاف على الركبة بل أكثر من ذلك في حالة السير والحركة. فمثلا لو مشى الشخص كيلومترا واحدا فإن تأثير زيادة كيلوجرام واحد تزيد من تأثير هذا الوزن على الركبة بمقدار 480 مرة. أي أن الزيادة الوزنية يتضاعف تأثيرها عدة مرات في حالة الوقوف وآلاف المرات في حالة السير والحركة. والجميل في الموضوع أن هذا التأثير السلبي يقابله تأثير إيجابي في حالة نقص الوزن.