طوال ال25 سنة الماضية استمرت - حفظها الله - في الإقلاع والهبوط بين مطارين، وعندما أصابها التعب والهرم أرخت جناحيها وهبطت. فلما سمع أن أمه توقفت طائرتها في مطار أخيه ولن تعاود الطيران وقررت الهبوط والاستقرار غشاه الحزن ودمعت عيناه وضاقت به الوسيعة فقال التالي مجازاً: عيني تدمع: تتضاءل الكلمات أمامك خجلاً ، فلا توجد كلمة توفيك حقك، أعصر ذاكرتي لتجود بعبارة تترجم أحاسيسي تجاهك ففي قلبي أطنان وأطنان من مشاعر الحب والعرفان. عيني تدمع: هي من تعطي ولا تنتظر أن تأخذ وهي الصدر الحنون الذي أُلقي عليه رأسي وأشكو إليه همومي فليس في العالم وسادة أنعم من حضن أمي. عيني تدمع: لا أخاف الموت بقدر خوفي أن أدخل بيتي دون أمي، تغير علي الناس إلا أمي، عقّني الكل إلا أمي، أنتِ من وقف معي يوم خذلني الآخرون بقلبك بدموعك بروحك. تدمع عيني: أرى في وجهك صفحة كتب الدهر فيها معاناتك من أجلي ورواية المشقة والجهد بسببي، فأقف عاجزاً عن إعادتك الى شبابك الذي غذيت به شبابي، فكيف أُقابل إحسانك وقد شاب رأسُك في سبيل إسعادي ووهنت عظامك من أجل راحتي واحدودب ظهرك لأنعم بحياتي. تدمع عيني: أشعر بمكانتي وبقيمتي ومنزلتي لدى الغير، ولكني عند أقدامكِ صفر ممنوع من الصرف، فأنتِ الأميرة وأنا الخادم، وأنتِ المعلمة وأنا التلميذ، وأنتِ الشجرة وأنا الثمرة. عيني تدمع: جميل أن يكون لك بيت وسيارة، ورائع أن يكون لك زوجة، ولكن الأروع أن يكون لك أمّ تقبّلها كل صباح فتدعو الله بتسهيل أمورك بكل صدق.. فلا تسأل من يخطب ابنتك عن دينه وأخلاقه وأصله فقط.. وإنما كيف يعامل أمه؟ فحافظ على بيت به أمك. عيني تدمع: تستطيع أن تشتري كل شيء إلا الأم فبيدها دخولك الجنة.. أخيراً؛ اللهم اسعدها واشفها وألبسها ثوب العافية واجعلها من سيدات أهل الجنة، هي وجميع أمهات المسلمين..