تتوافد مجموعة من الأطفال الصغار مع ساعات الصباح الباكر جداً إلى شوارع محلات الصاغة في مدينة «كالكوتا» الهندية المشهورة بتجارة الذهب من أجل كنس وتجميع الغبار البسيط الساقط على رصيف شوارع هذه المحلات قبل حلول وقت الذروة وتكاثر المارة مما يجعل عملهم صعباً. كل ذلك من أجل الحصول على القليل من غبار الذهب المتطاير من ورش محلات هؤلاء الصاغة لبيعه والحصول على قوت يومهم. واشتهر حي المجوهرات المعروف في مدينة «كالكوتا» بنظافة أرصفة شوارعه بعد كنسها من قبل أطفال صغار يسلمون أكياس الغبار في نهاية عملهم لمجموعات أخرى من الشبان يتولون عملية تصفية وتنقية هذا الغبار بطريقة بدائية وتقليدية لساعات طويلة أملاً في العثور على بعض غبار الذهب يحاولون بعد ذلك إعادة بيعه على نفس الورش والمصانع الصغيرة التي كنسوا شوارعها في الصباح الباكر.وبحسب الصاغة وأصحاب ورش تصنيع الذهب في حي المجوهرات بكالكوتا فإن هناك حوالي 200 طفل تقريباً ممن يعرفون باسم «زبَّالي الذهب» يكسبون قوتهم اليومي لإعانة عائلاتهم من خلال هذا العمل فقط الذي لا تكاد عائداته في أحسن ظروف وأسعار البيع تتجاوز ما يعادل 10 ريالات تقريباً في اليوم للفرد منهم يحصل عليها بعد بذل جهد مضاعف لساعات طويلة في كنس غبار الأرصفة وجمعه ومن ثم تنقيته ومحاولة إعادة بيعه بأفضل سعر ممكن. ويضيف أحد تجار الذهب في شارع الصاغة بقوله إن بعض هؤلاء الأطفال الصغار لا يزيد عمره عن ثماني سنوات فقط فيما لا يكاد يبلغ أكبرهم الخامسة عشرة من عمره وبعضهم تعتمد عائلاتهم على هذا العمل البسيط والذي بدأ في الانتشار قبل حوالي ثلاث سنوات فقط كمصدر دخل أساسي للحصول على قوتهم واحتياجاتهم اليومية في بلد يعيش نسبة كبيرة من سكانه في فقر شديد. كميات قليلة جداً من غبار الذهب تتم تنقيتها بعد جهد جهيد