ندف القطن وصناعة الفرش وحشوها وإعادة تصليحها من جديد كانت من الصناعات اليدوية السائدة والمتواصلة وعليها إقبال كبير، وذلك لحاجة الناس اليومية إلى ذلك. وأغلب فرش الناس في الجزيرة وغيرها كانت محشوة بالقطن، وبعضها محشو بالليف والبعض بأقمشة مختلفة، ولم يكن الإسفنج معروفاً في القديم لعدم وجود الصناعات والمصانع، أو حتى البترول. أما القطن فكان متوفراً في دول عديدة مجاورة كبلاد أفريقيا وخاصة مصر ولذلك كثرت الفرش والوسائد المحشوة لرخص أسعاره قياساً بغيره. ومن طبيعة الفرش القطنية أنها تفقد ليونتها وتقل سماكتها وتكون صلبة نوعاً ما بعد الاستعمال المستمر، ونحن نعلم أن أجدادنا ما كانوا يغيرون الفرش بشكل دوري إلا أن يتعرض الفراش للتلف، لهذا كانوا يقومون بصيانته دورياً من خلال إصلاح حشوته القطنية وإضافة بعض القطن أيضا للوسائد وهذا العمل ليس من السهولة القيام به في المنزل لأن هناك من يقوم به وهو مايسمونه (النداف) نسبة إلى ندف القطن أي نفشه وتفريقه ثم جمعه بشكل مناسب ومرن. ويستخدم النداف آلة وحبلاً هي من البساطة بحيث لاتظن أنه يعمل شيئاً يمكن أن يكون مميزاً ولكنك عندما تراقب عمله تجده تحتاج إلى فن وصبر وإتقان رغم بساطته، كما أنك ترى منتجه النهائي يستحق الإشادة. والنداف يأتي بالقطن الخام بكميات كبيرة يخزنها وتكون ذات خشونة ومختلفة بشوائب وملفوفة لاتصلح للحشو المباشر، ولكنه يقوم بتنظيفها وتفريق خيوطها ثم جمعها وخياطتها داخل طبقات الفرش بشكل منظم ومتوازن.