دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة أمس زوار المدينةالمنورة وساكنيها تذكر فضلها ومنزلتها وعمارة الوقت فيها بالأعمال الصالحة والتأسي بساكنها صلى الله عليه وسلم في القول والفعل. وقال فضيلته: زيارة المدينةالمنورة منة من الله عظيمة فكم من مسلم تعذر عليه زيارتها أو مات قبل تحقيق مناه برؤيتها ومن منحه الله زيارة المدينة فليتذكر منزلتها وفضلها عند الله وليعمر وقته بالأعمال الصالحة من صلاة وتلاوة وقرآن وذكر وغير ذلك وليجعل من حبه لها باعثا للاقتداء بخير البرية في كل أحواله مع الحذر من الوقوع في البدع والمعاصي فيها أو بعد فراقها، وأن يعامل أهلها بأحسن الخلق، ومن رزقه الله سكنى المدينة فليكن قدوة صالحة لزوارها وأن يريهم من نفسه صالحا من حب الخير وكرم النفس والقول والفعل الحسن معهم متأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. وأضاف: بلد آمن لينتشر منه الدين وتقام فيها شعائر الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: «إنها حرم آمن»، ومن أراد مدينة رسول الله بسوء أهلكه الله، ومن مكر بأهلها أهلكه الله ولم يمهله، ومن أراد أهلها بسوء توعده الله بالعذاب الشديد وفي الحديث: «ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله بالنار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء»، ومن أخاف ساكنها أخافه الله وتوعده باللعنة، ولمكانتها جعلها الله حرما كمكة، وصيدها آمن وشجرها لا يقطع، ومن أحدث فيها حدثا في الدين أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وقد بلغت الغاية في الأمن فطرقها وشعابها وكل جانب منها محروس بالملائكة، ومحفوظة من الدجال، صانها الله من مرض مهلك، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم ألا يكون بها أي بلاء.