يتوهم كثير من الناس، وخاصة أصحاب النفوس الضعيفة والدنيئة ممن جندتهم أيدي البغي والعدوان الخارجي المتوهم الذي يسعى إلى زعزعة الوحدة الوطنية بيننا نحن أبناء الوطن الغالي (المملكة العربية السعودية) وأحفاد المؤسس الباني لهذه الوحدة المجيدة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الل - من خلال استخدامهم لكثير من الأهداف المزعزعة التي كان آخرها بث سم الطائفية المقيت والقاتل بين السنة والشيعة في بلادنا الغالية، وما حادثة قرية (الدالوة) بمنطقة الأحساء إلا خير دليل على الحقد الدفين من خلال تلك المؤامرة التي باءت بالفشل الذريع لمخططات تلك الفئة الإرهابية الضالة التي اتخذت من (داعش) مسمى وداعما لها. حينما تسلل ثلة من الإرهابيين إلى إحدى الحسينيات بالقرية في يوم (عاشوراء) وقتلوا عددا من الشباب والأطفال من الطائفة الشيعية في عمل وحشي وغير إنساني تمثل في إزهاق أرواح آمنة في منطقة الأحساء الغالية التي تميزت بالتعايش المذهبي والاجتماعي منذ القدم بين أبناء المنطقة سنة وشيعة. داعش الارهابية والمفلسة كانت مخطئة هي ومن معها من الحاقدين حينما أرادت أن تنال من وحدتنا متناسية تماما أننا محصنون ضد هذه المخططات، وهذه الأمراض الخبيثة بعقيدة الإسلام الخالدة التي نستمد جذورها من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هذه الشريعة التي ارتضاها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله - مسيرة لبناء وحدة أبناء دولته العظيمة بكافة أشكاله وألوانه وأطيافه دون تفرقة أو انتقاص كما جاء في شريعتنا الإسلامية، وسار على هذا النهج العظيم أبناؤه البررة سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعا إلى عهدنا الزاهر بقيادة الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه - رجل السلام الأول ليس لوطنه فحسب، بل للعالم بأكمله، وما مؤتمر حوار الأديان والحضارات الذي عقد في أسبانيا عام 2008 إلا خير دليل على حنكة هذا القائد العظيم الذي يسعى لنشر السلام والتوافق ونبذ كل ما يدعو للفرقة والعنصرية والطائفية. وحدتنا الوطنية نحن أبناء الوطن سنة وشيعة، وحنكة رجال الأمن البواسل كانت ردا بسيطا لهؤلاء الدواعش الخارجين، وردا لكل من تسول له نفسه المساس بأمن ووحدة هذا الوطن الغالي. هذه الوحدة التي أثمرت عن القبض على منفذي تلك الجريمة النكراء والبشعة في حينه. بالإضافة إلى القبض على البقية من أفراد العصابة الباغية في مناطق متعددة من البلاد الواحد تلو الآخر حتى وصل العدد بهم إلى (77) مطلوبا البعض منهم ممن تمت مناصحتهم عما هم فيه من الغي لكنهم لم يرتدعوا عما هم فيه. هذه الفئة الباغية كان منهم (73) سعوديا، و(4) مقيمين من جنسيات مختلفة كما جاء في البيان الصادر من وزارة الداخلية الذي كشف عن كل من دبر وخطط لهذه المؤامرة الدنيئة التي كشفت بفضل الله عز وجل، ومن ثم وحدة وتلاحم أبناء هذا الوطن الغالي الذي نستظل بظله الحاني رغم الظروف العصيبة التي يمر بها من حولنا فإننا سنظل محافظين على هذه الوحدة ومدافعين عن هذا الكيان العظيم (المملكة العربية السعودية) ليس لنا فحسب، بل لأجيالنا القادمة. عموما مملكتنا الغالية ستظل شامخة أبية بوحدتها وتلاحم شعبها حول قيادتها ليس بالكلام فحسب بل بالدروس والشواهد الثابتة التي تقدمها للقاصي والداني وخير مثال حادثة (الدالوة) التي دحرت الأعداء وردت الكيد في النحور الحاقدة والحاسدة بوحدة وطنية عظيمة شعارها (تحيا السعودية.. شامخة حرة أبية).