بالرغم من الانتقادات الدولية الواسعة بعد فضيحة السفينة التركية يوم الاثنين الماضي اعتلت قوات البحرية الاسرائيلية سفينة مساعدات أخرى متجهة الى قطاع غزة يوم السبت بعد خمسة أيام من قيام قواتها بقتل تسعة أشخاص على متن سفينة تركية بغرض فرض حصار على قطاع غزة قالت واشنطن انه لا يمكن أن يستمر. وسيطرت البحرية الاسرائيلة التي أثار تصرفها يوم الاثنين انتقادات دولية على السفينة ريتشل كوري وأبحرت بها الى ميناء أسدود الاسرائيلي حيث رست. وصرح جيش العدو الاسرائيلي بأن قواته اعتلت السفينة في البحر المتوسط " بامتثال كامل من الطاقم ودون أي مقاومة." وتحمل السفينة ريتشل كوري اسم ناشطة مؤيدة للفلسطينيين قتلت في غزة عام 2003. وكانت السفينة التي تقل نشطاء أيرلنديين وماليزيين ومن جنسيات أخرى أحدث محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة منذ أربع سنوات بهدف منع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر عليه من تقوية ترسانتها لمحاربة الدولة العبرية. وأضاف بيان رئيس الوزراء الاسرائيلي "اسرائيل ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها. لن نسمح بانشاء ميناء ايراني في غزة." وقال كيفن سكوايرز منسق حملة التضامن الايرلندية الفلسطينية في دبلن والتي يشارك أحد أعضائها في رحلة السفينة "هذا عمل سافر اخر من أعمال القرصنة الاسرائيلية في أعالي البحار." وذكرت صحيفة بريطانية أن نتائج تشريح جثث القتلى أظهرت وجود 30 رصاصة في جثث النشطاء القتلى الاسبوع الماضي. وجميع القتلى أتراك وبينهم تركي يحمل الجنسية الامريكية. وتدهورت علاقات أنقرة المتوترة أصلا مع اسرائيل التي كانت يوما حليفتها الى أسوأ مستوى لها. وصب الاصدقاء والاعداء على السواء انتقادات على اسرائيل الاسبوع الماضي بسبب حصارها. وأبدت الولاياتالمتحدة الحليف الرئيسي لاسرائيل تعاطفا أكبر معها بسبب مخاوفها الامنية لكنها تحدثت أيضا عن حاجة الفلسطينيين في غزة الى تلقي امدادات كافية وان الحصار لا يمكن ان يستمر بصورته الحالية. وقال متحدث باسم مجلس الامن القومي للبيت الابيض "اننا نعمل بشكل عاجل مع اسرائيل والسلطة الفلسطينية وشركاء دوليين اخرين لوضع اجراءات جديدة لتسليم مزيد من السلع والمساعدات لغزة." واضاف في بيان "الاجراءات الحالية غير قابلة للاستمرار ولابد من تغييرها. والان ندعو كل الاطراف الى الانضمام لنا في تشجيع القرارات المسؤولة من كل الاطراف لتفادي اي مواجهات غير ضرورية." وزادت نافي بيلاي مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان الضغط على اسرائيل قائلة ان الحصار الذي أضنى حياة 1.5 مليون شخص غير قانوني ويجب رفعه. وتابعت "القانون الانساني الدولي يحظر تجويع المدنيين كوسيلة حرب كما... يحظر فرض عقوبة جماعية على المدنيين." وتمنع اسرائيل دخول الاسمنت ومواد أخرى تقول ان حركة حماس قد تستخدمها لاغراض عسكرية الى قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة منذ عام 2007. وتمنع أيضا بضائع أخرى ليس لها استخدام عسكري واضح. وبعد أن تعرضت اسرائيل بالفعل لسلسلة من العواصف الدبلوماسية على مدى العام الماضي يتوقع محللون أن تقوم على الاقل بتعديل الحصار. وقال مسؤولون اسرائيليون ان نتنياهو يدرس استحداث شكل ما لدور دولي في فرض حظر على الاسلحة مع السماح بادخال "البضائع المدنية." وتواجه اسرائيل أيضا دعوات لاجراء تحقيق دولي في الحادث. واقترح مسؤولون اسرائيليون اجراء تحقيق اسرائيلي يشمل دورا أجنبيا. وقال رئيس معمل الطب الشرعي التركي يوم السبت ان الرجال التسعة الذين قتلوا خلال هجوم البحرية الاسرائيلية على السفينة التركية يوم الاثنين تلقوا 30 رصاصة أكثرها من مسافات قريبة. وقال ان خمسة من القتلى اصيبوا برصاصات في الرأس. والى جانب القتلى يتلقى 24 شخصا العلاج في مستشفى بأنقرة ويقول الاطباء ان سبعة منهم حالتهم خطيرة