يستعد ضابط سابق في جهاز الأمن الخارجي البريطاني إم آي 6 لبدء إضراب عن الطعام لمدة أسبوع اعتباراً من اليوم الاثنين، تضامناً مع سعودي كان يقيم في لندن ويُحتجز الآن في معتقل غوانتانامو. وقالت صحيفة أوبزيرفر أمس الأحد، إن هاري فيرغسون، البالغ من العمر 52 عاماً، اعتبر أن شعوره بالعار من سلوك جهاز إم آي 6 الذي خدم فيه، حفّزه على الإضراب عن الطعام تضامناً مع السعودي شاكر عامر، الذي يُعتبر آخر مقيم نظامي في بريطانيا محتجز في غوانتنامو. وكان عامر، البالغ من العمر 46 عاماً والمحتجز في غوانتنامو منذ عام 2002 من دون تهمة أو محاكمة، جاء إلى المملكة المتحدة من السعودية عام 1996 وحصل لاحقاً على الإقامة الدائمة فيها وعاش مع زوجته وأطفاله الأربعة في جنوبلندن، وذهب إلى أفغانستان عام 2001 للعمل مع إحدى الجمعيات الخيرية الإسلامية، حيث اعتقلته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إيه بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وتجنيد متطوعين له، ونقلته إلى معتقل غوانتنامو في 14 شباط 2002. وينفّذ عامر إضراباً عن الطعام في معتقل غوانتنامو منذ شهر مارس الماضي للمطالبة بإخلاء سبيله وإعادته إلى عائلته المقيمة في لندن. وأضافت الصحيفة أن فيرغسون يسعى من خلال الإضراب عن الطعام لتسليط الضوء على محنة عامر، والاحتجاج على مشاركة جهاز إم آي 6 في دعم سياسات الاغتيال والترحيل والتعذيب والاعتقال من دون محاكمة. ونسبت الصحيفة إلى ضابط الاستخبارات البريطاني السابق، قوله إن الادعاءات الأخيرة عن تورط ضباط المخابرات البريطانية في حملة سرية لمنع إخلاء سبيل عامر وإعادته إلى عائلته في بريطانيا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد أن كشفت المنظمة القانونية الخيرية المدافعة عن حقوق الإنسان ربريف مؤخراً عن دليل يثبت وجود ضباط بريطانيين من جهاز إم آي 6 أثناء تعرض عامر للتعذيب. وأضاف فيرغسون أن شعوره بالعار بعد هذا الكشف زاد بسبب عمله في تجنيد المتطوعين لجهاز إم آي 6 ونشاطاته في الدفاع عن أجهزة الأمن البريطانية، لكنه ينصح أي متطوعين يطمحون للعمل فيها ويقدّرون حقوق الإنسان بالبقاء بعيداً وفعل شيء أفضل في حياتهم، لأن أجهزة الأمن لم تعد كما كانت من قبل، بحسب ما أوردته صحيفة الزمان. وأشار إلى أن أجهزة الأمن البريطانية نسيت الدروس التي تعلمناها خلال الصراع ضد الإرهاب الإيرلندي بأن الظلم والوحشية ليسا الحل ويغذيان ببساطة الجيل القادم من الإرهابيين.